السؤال
أنا شاب مسلم ومعتدل الحمد لله، وفي إحدى سفراتي الجامعية توجهت إلى الأردن لأحضر مراجع قبل أربع سنوات والتقيت في مكتبة الجامعة بفتاة ساعدتني في الحصول على ما أريد، وتعرفت عليها معرفة سطحية جدا، وقامت بإعطائي بريدها الإلكتروني إذا أردت أي مرجع لأتصل بها، ولم أتصل بها أو تتصل بي طيلة الفترة الماضية إلى أن تقابلت معها في بداية شهر رمضان وعلمت أنها موجودة في أمريكا، فأردت أن أعرف أوضاع رمضان في أمريكا فعلمت منها أنها مسيحية، فحاولت معها بشتى الصور للإسلام وأسلمت والحمد لله في يوم (20) رمضان، وأكملت الصيام.
وبعد فترة أسبوع من إسلامها اتصلت بي طالبة مني الزواج، فتفاجأت بطلبها فقالت إني أريد الزواج للسترة، وأنها لا تريد أي شيء، مهرا أو غيره، وأنا أريد الزواج، ولا أملك المال الكافي للزواج، وبسؤالي عن حياتها الشخصية علمت منها أنها مارست الرذيلة مع شاب قبل إسلامها، وأنا ولله الحمد لم أزن طوال حياتي وسبحانه وتعالى يقول: ((والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك))[النور:3] وتذكرت قول الرسول صلى الله عليه وسلم (الإسلام يجب ما قبله)، فعرضت الموضوع على والدتي وطبعا لم أقل لها أنها مارست الرذيلة؛ لأن الله سبحانه وتعالى أمر بالستر، فتقبلت الموضوع من ناحية دينية.
ولم أتكلم مع والدي؛ لأني كنت غير متأكد هل أقدم على هذا الزواج أم لا؟ ولكني وجدت والدتي تكلمت معه ورفض رفضا شديدا بحجة أننا لا نعرفها أو نعرف أهلها أو ممكن تكون تدعي الإسلام فأنا الآن حائر لا أدري ماذا أفعل؟ هل أحاول إقناع والدي أو أترك الموضوع هذا نهائيا، أنا أحببت منطق هذا الزواج كي أنال الأجر من الله سبحانه وتعالى كما قال صلى الله عليه وسلم: (من دل على خير كان له من الأجر مثل من عمل به) أو كما قال، أفيدوني، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / الموفق بإذن الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يجزيك خير الجزاء، وأن يجزل لك المثوبة والعطاء، وأن يجعل إسلام هذه الفتاة في ميزان حسناتك، وأن يجزيك عنها وعن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وأن يشرح صدرك للذي هو خير.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن والدك لديه حق فيما يقول من حيث عدم معرفتكم بالفتاة ولا بأصلها إلى غير ذلك، لذا أرى أن توافق والدك الرأي وألا تخالفه؛ لما في ذلك من الأجر العظيم والتوفيق من الله تعالى، وأما الأخت المهتدية فأرى أن تواصل دعوتها وتحثها على طلب العلم الشرعي، واجتهد في ذلك، وحاول ربطها بالله وتعليمها الضروري من أمور دينها، وأعلمها بأن هذا من أهم أولويات الإسلام، وهي ضرورة تعلم المعلوم من الدين بالضرورة، ومعرفة الأمور الأساسية في الإسلام؛ لأنه ليس مجرد اسم، فلابد من تطبيقه تطبيقا سليما موافقا لمراد الله على طريقة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولن يكن ذلك إلا بالعلم الشرعي، وساعدها في وضع برنامج للتعلم والتطبيق وخاصة ترك المحرمات، واجتهد في ربطها بالله وحده، وأن من يستقيم على منهج الله ويتقيه يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب، واطلب منها تأجيل موضوع الزواج حتى تنتهي من تعلم الضروري من أمور الإسلام، وخلال هذه الفترة اجتهد لها في البحث عن زوج صالح، وعندها تعتذر لها عن عدم ارتباطك بها نظرا لظروف أسرتك، ووضح لها أيضا أن الإسلام ينهى بل ويحرم مخالفة الوالدين، وهما لديهما رغبة في تزويجك من إحدى قريباتك، ولكن هذا الكلام يكون بعد أن يحسن إسلامها وتثبت على الحق؛ حتى لا تتزعزع ثقتها فيك، وبالتالي في الإسلام.
فاجتهد الآن في مساعدتها في تعلم الضروري من أمور الدين في العقيدة والفقه والأخلاق، وفي نفس الوقت اجتهد في البحث لها عن أخ صالح مناسب يتزوجها، ولا تفاتحها في عدم زواجك منها إلا بعد ذلك كما أشرت لك آنفا، واحرص على أن تكون عونا لها على الاستمرار على قدر استطاعتك ووفق الضوابط الشرعية، واعلم أن رضا الله من رضا الوالدين وسخط الله من سخطهما.
وبالله التوفيق.