السؤال
السلام عليكم.
نشكر جهودكم في هذا الموقع.
بدأت مشكلتي منذ ٣ أشهر تقريبا، وهي عندما كنت آكل ذات ليلة وغصصت بالطعام، بعدها بدأت المشاكل، حيث بدأت أفكر بذاك الموضوع وصرت أراقب نفسي عند الأكل وأصبح أكلي يخف شيئا فشيئا، وصرت أختار الأطعمة السهلة، ومن ثم تطور الأمر للسوائل حيث في نهاية المطاف أصبحت لا آكل ولا أشرب، حيث إن أكلي خف شيئا فشيئا إلى أن أصبح شبه معدوم.
مع الوقت ظهر مع الخوف من البلع مجموعة أعراض مثل كثرة بلع الريق المستمرة، والشعور بشد في منطقة البلع في الرقبة من الأمام، وسماع صوت طقطقة في الأذن أثناء البلع، وتأخر في البلع؛ حيث إن اللقمة لا تنبلع باللحظة المطلوبة، وصعوبة في البلع.
صراحة لا أعلم كيف أتخلص من هذه الأعراض المرافقة لصعوبة البلع، وأيضا كيف أتغلب على صعوبة البلع! مع العلم أنها تزداد مساء لا أدري لماذا! وفي وقت الصباح تكون أخف من المساء، هذا شيء محير!
أتمنى أن تفيدوني في مشكلتي وحيرتي، أريد أن أفهم سبب هذه الأعراض، وكيف أتعالج؟
أدرك أن الموضوع بدأ نفسيا ولكن حاليا أصبح نفسيا وجسديا، حقيقة أصبح حلمي أن أرجع آكل وأشرب بشكل طبيعي، مع العلم أنني تحسنت عن قبل فصرت آكل وأشرب بحذر شديد ولكن مع وجود الصعوبات التي ذكرتها وهي الشد في منطقة البلع، وتأخر البلع، وطقطقة الأذن، وازدياد صعوبة البلع مساء، ولكن الأعراض التي ذكرتها سابقا بقيت موجودة.
وأيضا راجعت العديد من الأطباء: باطنية، وأعصاب، وجهاز هضمي، وأنف وأذن وحنجرة، ومع عدة فحوصات تبين أنه ليس لدي إلا ارتداد في المريء.
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بلع الطعام عملية تشمل جزءا إردايا في الفم لتقليب وتقطيع الطعام وتجهيزه للبلع وجزءا آخر لا إردايا في البلعوم والمريء يقوم به الجهاز العصبي اللاإرادي يتم أثناءه غلق مجرى التنفس باللهاة أو لسان المزمار، أي يتوقف التنفس لحظيا أثناء البلع.
وقد تحدث الغصة أو الشرقة أثناء البلع إذا لم نتوقف عن الكلام والضحك والتنفس أثناء البلع، وكثير من الناس يبلع وهو يقهقه ويضحك بصوت عال مما يعرضه للشرقة والغصة، وقد تؤدي تجربة الغصة في السابق إلى حالة من الخوف المرضي والهلع من البلع، ولذلك يجب أن تقرأ في موضوع ميكانيكية البلع وما دورك الإرادي فيه وما دور الجهاز العصبي اللاإرادي، ولا مانع من زيارة طبيب نفسية وعصبية لتشخيص حالتك ولعقد عدة جلسات معرفية عن المرض والدواء ويسمى ذلك بالعلاج المعرفي والسلوكي.
مع أهمية ممارسة الرياضة، والتواصل الاجتماعي، والتفكير الإيجابي؛ كل ذلك يحسن من الحالة النفسية والمزاجية ويرفع من مستوى هرمون سيروتونين الموصل العصبي المهم للإشارات العصبية في الدماغ مما يعيد حالة البلع إلى سابق عهدها، والصعوبات التي تواجهها في عملية البلع نتيجة لعدم التوافق العضلي العصبي ناتج عن الخوف من تكرار تجربة الغصة والشرقة في السابق.
وما عليك سوى القيام بدورك الإرادي في البلع من عملية تقليب وتقطيع الطعام وتجهيز البلعة ثم اترك الباقي للجهاز العصبي اللاإرادي مع تصغير حجم البلعة والمضغ الجيد، والتدريب على وقف التنفس أثناء البلع حتى عودة الأمور إلى طبيعتها.
وهناك أدوية تساعد في ضبط الهرمونات التي تنقل الإشارات العصبية بين الخلايا العصبية مما يساعد في علاج الخوف المرضي والهلع، فلا بأس من تناول أحد تلك الأدوية ومن بينها دواء Pristiq، والاسم العلمي هو desvenlafaxine، ويتم تناول قرص واحد يوميا جرعة 50 مج لمدة 4 أشهر.
وفقك الله لما فيه الخير.