السؤال
السلام عليكم.
أنا زوجي مصاب بمرض نفسي مدى الحياة، وهو تقلب المزاج وعدم الثبات في أي موقف كان!
لقد تزوجت منه منذ 4 سنوات، وهو غير مكلف بالحياة الزوجية، مقصر في كل شيء، لا يقلع عن التدخين والمقاهي، والأموال تذهب من أجل مصلحته الشخصية بحيث لا يتم شراء لا الحاجيات الأساسية ولا الثانوية.
في أغلب الأحيان يأخذ الأموال من عند الناس ولا يعيدها، وهو لا ينجب بسبب أدوية الأمراض النفسية، لقد تحملت بما فيه الكفاية، هل الطلاق حرام في هذه الحالة؟ لأني أهدر حياتي وأعصابي وأموالي وجهدي في سبيل شخص لا يتغير!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mano حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك –أختنا الكريمة– في استشارات إسلام ويب.
نسأل الله تعالى أن يصلح زوجك ويهديه ويرده ردا جميلا.
وما سبق منك من صبر على هذا الزوج لا يضيع ثوابه وأجره، فإن الله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا.
أما ما ذكرت من أن الطلاق في هذه الحالة حرام أو لا؛ فالجواب – أيتها الكريمة – أنه إذا كان الزوج يمتنع من الإنفاق ولا يقوم بواجباته ولا يؤدي الحقوق التي فرضها الله تعالى عليه لزوجته فإن من حقها أن تطلب الطلاق، وليس في ذلك إثم، وما جاء من الأحاديث في ذم النساء اللاتي يطلبن الطلاق إنما معناه – كما قال العلماء – أن تطلب الطلاق من غير بأس، أما إذا كان ثم بأس ومن ذلك عدم الإنفاق، فمن حقها في هذه الحالة أن تطلب الطلاق.
ولكن هل الأفضل أن تبادري الآن بطلب الطلاق أم تحاولي إصلاح هذا الزوج؟ هذا يخضع للواقع الذي أنت فيه.
فنصيحتنا لك أن تحاولي محاولة أخيرة في إصلاح هذا الزوج، وأن تتخذي الأسباب المعينة على ذلك من نصحه مباشرة، ونصحه بواسطة الأشخاص الذين يتأثر بكلامهم ولهم عليه سلطان، ولو سلطان الحياء، وربطه بصحبة صالحة، والاستعانة بالصالحين، ونحو ذلك من الأساليب التي من شأنها أن تؤثر فيه.
فإذا بذلت هذه المحاولة وشاورت العقلاء من أهلك واستخرت الله سبحانه وتعالى فإننا نأمل -بإذن الله- أن تصلي إلى القرار السليم الذي لا تندمين عليه.
نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.