السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي بدأت قبل أربع سنوات، حيث كنت أعاني من توتر جسدي عند استعمالي للهاتف، وحينما أكون متوترا ومتعصبا، لكن حالتي تطورت بعدها بأسابيع حينما أصبحت أعاني من اختلال الأنية، وبعدها عانيت من نوبة توتر شديدة جعلتني أكتئب وبعدها عدة مخاوف وفوبيات لأذهب عندها إلى طبيب نفسي وشخصني باضطراب القلق.
أنا الآن أتناول دواء برومازيبام 6 مغ وانافرانيل 25 مغ، وقد تحسنت حالتي النفسية، لكني لا زلت أعاني من التوتر الجسدي طيلة اليوم رغم أني لا أكون في حالة قلق، فهل السبب هو فعلا اضطراب القلق كما شخصني الأطباء أم هناك سبب آخر أو خلل في جهازي العصبي؟
أريد التساؤل: هل تمارين الاسترخاء تساعد في العلاج على المدى البعيد أم أنها تساعد فقط عندما تكون في حالة توتر ولا تعالج المرض في الأصل؟ وهل الهواتف والآلات الالكترونية قد تكون سببا في التوتر؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنت شاب في الثامنة عشر من العمر، وهي مرحلة ما قبل الجامعة، وقد يزيد فيها التوتر والقلق خصوصا والدراسة في الغالب تكون عن بعد، ولذلك يجب أن تتعلم كيفية ترتيب الوقت والاستفادة من كل دقيقة تمر عليك؛ حتى لا تصف نفسك بأنك عاطل عن العمل والوصف الدقيق أنك طالب أو أنك لا تعمل.
ومشكلة الهواتف الذكية في إضاعة الوقت فيما لا يفيد في الغالب ما لم يكن هناك هدف محدد مثل سماع برامج، أو فديوهات محددة، بالإضافة إلى أهمية خفض الوقت المخصص للهواتف خصوصا ليلا؛ حتى لا يتعرض الجسم إلى الكثير من الموجات الكهرومغناطيسية، والتي لا نعرف مدى تأثيرها على الجسم على الأقل في الوقت الحالي قبل مرور عدة سنوات.
والقراءة خير وسيلة لإخراجك من حالة القلق التي تعاني منها؛ لأنها تحول الطاقة السلبية لديك إلى طاقة إيجابية، وورد القرآن تلاوة وحفظا هو ما يجب أن تبدأ به يومك وتنهيه خصوصا والقراءة في الفراش تقلل من تشتت الذهن، وتطرد الأفكار السلبية، وتساعد في النوم، كما أن القراءة أو حتى سماع فيديوهات في التنمية البشرية والطاقة الإيجابية، وسماع رقائق العلماء خصوصا الشباب منهم يساعد كثيرا في زيادة العمق الثقافي، بالإضافة إلى المساعدة في التخلص من التوتر والقلق.
ولا مانع من الاستمرار في تناول الأدوية الموصوفة عدة شهور، مع الحرص على زيارة الطبيب المعالج لعمل جلسات علاج معرفي وسلوكي فيما يخص الأسباب التي أدت إلى التوتر والقلق ومحاولة التغلب عليها، مع أهمية أخذ قسط كاف من النوم؛ لأن الجسم يفرز موادا مسكنة ليلا أثناء النوم تسمى Endorphins وهي في الواقع مواد تشبه المورفين في تأثيرها الطبي على جسم الإنسان morphine-like chemicals دون أن يكون لها مضاعفات جانبية، ولذلك ننصحك بالنوم ليلا مدة لا تقل عن 6 ساعات ونوم القيلولة لمدة ساعة أو أقل ظهرا، وسوف ينعكس ذلك على حالتك الصحية العامة -إن شاء الله-.
وننصحك بالانخراط في الحياة الإجتماعية المحيطة والتواصل مع الآخرين، مع أهمية أداء الفروض والاجتهاد في النوافل والصدقة؛ لأن كل ذلك يحسن من مستوى هرمون سيروتونين في الدم، وبالتالي يساعد في علاج الكثير من الأمراض النفسية مثل الخوف المرضي والقلق والتوتر والهلع.
مع أهمية ضبط مستوى تناول D من خلال تناول فيتامين D3 الإسبوعية 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة إسبوعيا لعدة شهور، وتناول الغذاء الصحي السليم، وممارسة رياضة المشي والرياضات الجماعية مع الأصدقاء.
وفقك الله لما فيه الخير.