أختي اتهمتني بأن حبي لصديقتي هو حب غرام!

0 18

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نشكركم على حسن الإصغاء، وبارك الله فيكم.

أنا سيدة أبلغ 37 سنة تعرفت على صديقة عبر الفايسبوك تصغرني بسنتين، وهي مسؤولة عن إدارة جمعية خيرية لمساعدة اليتامى والأرامل والمطلقات، والكل يشهد لها بحسن السلوك وحب عمل الخير.

بعد مدة صغيرة وضعت الصديقة إعلانا لمساعدة طفل يتيم بالمستشفى، فقمت بإخبار كل من أعرفهم ومن بينهم أختي التي تصغرني ب 5سنوات، لتقوم هذه الأخيرة بالتعرف على الصديقة ومحاولة التقرب منها أكثر لحد الالتقاء معها لعدة مرات، بحكم أنها تسكن بالقرب منا في نفس الدائرة.

المهم بعد عدة أحاديث تعلقت الصديقة بشخصيتي وهدوئي، لدرجة أنها أحبتني لدرجة كبيرة، وكانت تبحث عن راحتي وسعادتي، و كل ما يرضيني تفعله، عكس أختي التي لم تتجاوب مع شخصيتها كونها محبة للمصالح أكثر من الصداقات، المهم أنا إنسانة تخاف الله كثيرا ملتزمة في صلاتها ومتجلببة، وأحببتها بدوري، وكنا لا نلتقي كثيرا بحكم أنني متزوجة وزوجي لا يتركني أخرج دونه.

أما هي فهي غير متزوجة لكننا كنا نتحدث في الهاتف وعبر الماسنجر على طول اليوم دون انقطاع، هذه الصديقة تملك من الصفات الذكورية ما طغى على الصفات الأنثوية، وذلك في لباسها الرجولي، وغلظ صوتها، وتحب الاحتكاك بالنساء أكثر من الرجال، ومع ذلك كانت صداقتنا عفيفة كوني أخجل كثيرا، فلم أكن أدخل معها في مواضيع مخلة بالحياء، لكنني كنت أبادلها كلمات الحب، والتعلق مثل أحبك كثيرا، واشتقت لك... وهكذا لا أكثر.

أختي أحست بالغيرة من علاقتنا، فاتهمتنا بأننا على علاقة غرامية، فما الحل؟ أرجوكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الغريبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك – أختنا الفاضلة – في الموقع، ونشكر لك الحرص على السؤال، ونحيي رغبتكم في الخير ومساعدة المحتاجين، ونسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.

لا شك أن التواصل مع الأخت التي جندت نفسها لفعل الخير ومساعدة الأيتام والمحتاجين أمر فيه خير كثير، كما أن الصداقة مع الصالحات مطلوبة، ولكن أي صداقة لابد أن تبنى على الإيمان والتقوى والنصح والمراقبة لله، كل أخوة وصداقة لا تقوم على هذه القواعد تنقلب إلى عداوة، {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين}.

لذلك نتمنى أن تكون العلاقة حتى بين النساء – أو بين الصديقات، أو بين الأصدقاء – محكومة بقواعد الشرع، وقواعد الشرع تقتضي أن تكون الصداقة في الله وبالله ولله وعلى مراد الله.

متى شعر الصديق أو شعرت الصديقة أن صداقتها لجمال الشكل أو للمصالح أو لأمر آخر غير ما يرضي الله فعليها أن تقف لتراجع نفسها، وأيضا نرجو الابتعاد عن كل ما يثير الريبة والشك، فالإنسان مطالب أن يبعد نفسه عن مواطن الريب، حتى لا يكون موضعا للتهمة، مع ضرورة أيضا أن نذكر هذه الشقيقة ونذكر هذه الأخت ونذكر جميع الأخوات بأنه لا يجوز لإنسان أن يسيء الظن بالناس، وأن يتهم زورا وبهتانا، لأن هذه جريمة من أكبر الجرائم التي يمكن أن يقع فيها الإنسان، ونعوذ بالله من سو الظن.

إذا تتبع الإنسان الآخرين فإن الله سيفضحه ولو في عقر داره، كما أن الذي يسيء الظن بالناس سيساء الظن به.

هذه المعاني لا بد أن تكون واضحة أمام بناتي وأخواتي جميعا، وأرجو ألا تهتمي بهذا الكلام الذي يصدر من الأخت، وكما أشرت الغيرة واردة خاصة بين النساء في مثل هذه المواطن، لكن المهم هو أن نكون نحن على طاعة الله، وأن تكون الصداقة محكومة بقواعد الشرع في القرب والبعد والكلمات المستخدمة وفي سائر الأحوال.

لا يجوز لأخت أن تسيء الظن بأختها، كما لا يجوز لأي أخت أن تضع نفسها في مواضع التهم.

نسأل الله أن يعينكن على الخير، وأرجو أن تكونوا أكبر من مثل هذه المواقف، وحبذا لو شجعت أختك على التواصل مع الموقع حتى تعرض ما عندها لتسمع التوجيه المباشر.

المهم: الإنسان ينبغي أن يحتاط لدينه، ينبغي أن يتجنب مواطن الريب، ينبغي أيضا ألا يقابل إساءة الظن بإساءة الظن، وألا يقابل الغيبة بغيبة مثلها؛ فإن الشيطان يستدرجنا، وخير للإنسان دائما أن يكون مظلوما لا ظالما، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يرد الجميع إلى الحق وإلى الخير، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات