السؤال
السلام عليكم.
مشكلتي أن الكسل والخمول يسيطران على حياتي، لا أعلم لماذا أنا هكذا! مثلا دراستي أؤجلها حتى الامتحانات، الحمد لله أنجح وأحصل على علامات جيدة لكني أحب أن أتعلم مما أدرس وليس أن أقدم الامتحان وأنسى كل شيء.
صلاتي أؤخرها قبل الأذان التالي بقليل وتقتصر على الفرض فقط، حتى أنني لا ألعب أي رياضة ولا أخرج من المنزل إلا قليلا، وليس لدي هواية، كنت في السابق أرسم، أما الآن فلا أرغب بالرسم أبدا، مواعيدي سواء الجامعة أو غيره أتأخر عليها دوما حتى صار الجميع يعرفني بهذه الصفة أنني المتأخرة دائما! أعمال المنزل أفعلها بصعوبة، صدقا في أغلب أيامي لا أفعل شيء سوى الجلوس على الهاتف على مواقع التواصل الاجتماعي، وطبعا مزاجي سيء أغلب الوقت وأشعر بالملل، وأكره هذه الشيء في نفسي.
ما الحل؟ كيف أصبح نشيطة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح الأحوال.
لا شك أن شعورك بالخلل الذي يحدث من التأخير ومن العجز ومن الكسل هو البداية الصحيحة للتصحيح، ونسأل الله أن يعينك على أن تغيري ما بنفسك، وأبشري بالخير من الله تبارك وتعالى، الذي لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
والحمد لله أن الدرجات التي تحرزيها في الامتحان والنجاح دليل على أنك تملكين قدرات عالية، ونحن نطلب منك ما هو أكثر من النجاح، نطلب منك التفوق، واكتشاف المهارات واكتشاف القدرات، ومساعدة الآخرين، والمبادرة إلى الأعمال الطيبة والصالحة، وأول ما ينبغي أن تسارعي إليه هي الصلاة، {وعجلت إليك رب لترضى}، وكذلك سائر الطاعات لله تبارك وتعالى، ثم تجتهدي في عمل ما يرضي والديك، بعد إرضاء الله تبارك وتعالى، وبرضا الوالدين تنالي رضا الله العظيم سبحانه وتعالى.
وأنت ولله الحمد في مرحلة الشباب، ففجري ما عندك من طاقات وما عندك من قدرات، وتذكري كلام حفصة بنت سيرين: (يا معشر الشباب خذوا من أنفسكم وأنتم شباب، فإني ما رأيت العمل إلا في الشباب).
وإنا نريد أن نؤكد لك أنك تستطيعي أن تغيري هذا الذي يحدث من الكسل والتأخر، واعلمي أن الكسل وأن التأخر مذموم، لذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما يزال أقوام يتأخرون حتى يؤخرهم الله تبارك وتعالى))، والمسلم مطالب أن يفعل الخير، وأن يبادر، وأن يسارع، وأن يسابق، {أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون}، أما الجوال فتعوذي بالله من شره، واحذري من أن يسرق وقتك، فإنه سبب لضياع الأوقات وسبب للتأخر عن الفضائل، واستخدامه الزائد إدمان مرفوض يلحق الضرر بالإنسان.
فعجلي دائما واستعجلي عندما يكون الأمر في الطاعة لله تبارك وتعالى، واحرصي على تنظيم وقتك، عمل جدول مرتب تجتهدي فيه بأن تلتزمي به، واجعلي فيه مساحات كبيرة للفرائض، ومساحات لفضائل الأعمال، ومساحات للأمور المهمة في حياتك، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق والسداد، ونبشرك بأن وضع جدول ووضع برنامج والانتظام في الخير والمحافظة على الصلوات والأذكار بعد الدعاء هو الذي سيطرد عند الكسل والبلادة، ويجلب لك الطمأنينة والسعادة، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.