لا أشعر بالسعادة مهما فعلت!

0 27

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري ٢٠ سنة، اتذكر منذ طفولتي وأنا دائما حزين، لا أعلم ما هو السبب! على الرغم من أني كنت أمارس الرياضة، وأذهب مع أصدقائي وأقوم بنشطات كثيرة ولا أحد يعرف أني حزين، والجميع يفكر أنني سعيد.

منذ فترة دخلت إلى الطوارئ ثلاث مرات بسبب سرعة دقات القلب، ووجع في الصدر والقلب، والشعور أني مريض، ولكن جميع الفحوصات كانت سليمة، فتأكدت أنها مشكلة نفسية.

أحيانا أتنفس بسرعة كبيرة، وأمي تقول لي أتنفس بسرعة فقط عندما أكون واع، ولكن عندما أخلد للنوم أتنفس بشكل طبيعي.

منذ أن دخلت المستشفى أصبحت أخاف من كل شيء، وأخاف من الموت المفاجئ لي ولي عائلتي، أننا أتكل على الله في كل شيء، وأصلي كثيرا، وعندما أصلي أشعر بسلام وراحة، ولكن عندما تنتهي الصلاة سرعان ما يتجدد هذا الخوف والمشاعر، وأنا أعلم بأن هذا الشيء خطأ مني ولكن لست أعلم كيف أتخلص من هذا الشعور.

أنا أعلم بأن كل شيء سيحصل فهو مكتوب، وأتقبل كل شيء ولكن هناك شعور دائما يقلقني ولا أعرف ما هو، لدي فقط فصل وأتخرج من الجامعة ولكن لا أشعر بسعادة النجاح، أصبحت أيضا أمارس رياضة المشي كل اليوم والسباحة ثلات أيام ايضا، لكن لا أشعر بالسعادة.

أذهب إلى البحر فأرتاح ولكن سرعان ما تتجدد المشاعر.

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي العزيز: يصدف أن يعاني الشخص من مشاعر غير مبررة ظاهريا، ولكن من الناحية العملية، هي مجموعة تراكمات داخلية، بمعنى، ليس بالضرورة ما يحزنك الآن موقف تعيشه في هذه اللحظة، بل ربما تكون مجموعة مواقف صادفتك في حياتك، تظهر آثارها حاليا على هيئة حزن وكآبة أو عندما تمر بتجارب مشابهة.

أنصحك باتباع الإرشادات التالية:
- الحل ببساطة من خلال استراتيجية (الحديث إلى الذات)، ولتطبيق ذلك اطرح على نفسك أسئلة وأجب عليها، مثل: ما هو الشيء المحزن في حياتي؟ لماذا الكشرة دائمة على وجهي بينما غيري يضحك ويمرح وأكثر قبولا من الآخرين؟ ماذا استفدت من مشاعر الحزن والأسى؟ إلى متى سأبقى كذلك؟ وهل إذا تزوجت سيؤثر ذلك على حياتي مع زوجتي وأولادي؟ وغيرها من الأسئلة، وكلما ازداد عدد الأسئلة والإجابة عليها بعقلانية، سوف تشعر بالارتياح.

- اتبع طريقة التفكير العقلاني والمتمثل بالنظر إلى المشكلة ذاتها كمشكلة قابلة للحل، وعدم ترك العنان لتفكيرنا في تفسير المشكلة لدرجة عدم قدرتنا على المواجهة، بمعنى، أن سبب معاناتنا وحزننا هي من طريقة تفسيرنا للمشكلة وليست المشكلة نفسها، فنحن نغوص في أعماق المشكلة ونحلل ونفسر لدرجة نجد أنفسنا محاطين بكم هائل من السلبية لمشكلة لا تستدعي ذلك كله، في حين بالإمكان أن نجد الحل بطريقة عملية وفورية تجنبنا ذلك كله، ونبقى نتمتع بصحة نفسية ورضا واطمئنان نفسي.

- شعورك باقتراب الموت نابع من تسارع ضربات القلب عندك ومراجعتك للطوارئ وأنت بهذا العمر، لذا أنصحك بمراجعة اختصاصي (كهربة قلب) فهو سيصف لك العلاج المناسب، وهذا سوف يريحك ويحسن من نفسيتك كثيرا، واستمر بالمراجعة الدورية دون انقطاع.

- من الأدعية العلاجية لإزالة الهم والغم، حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك بن عبدك بن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجا، قال: فقيل: يا رسول الله ألا نتعلمها، فقال: بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها).

ولمزيد من الفائدة نرجو مراجعة الاستشارات الآتية: علاج الخوف من الموت سلوكيا 2181620 - 2250245 - 2353544 - 2419484

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مواد ذات صلة

الاستشارات