السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أنا بعمر 16 سنة، لدي وسواس عن الموت، منذ عام تقريبا كان يسبب لي ضيق تنفس، وألم الصدر، والحمد لله، ضيق التنفس لم يعد إلي، فقط أعاني من ألم في الصدر جهة القلب بعض الأحيان يأتي ويذهب.
كما أعاني من أحلام مزعجة في الليل، مثل الحلم بالقبور وما إلى ذلك، وأخشى أن أنام بالليل وتأتيني وساوس، وأخف أن أموت.
هل الوسواس عن الموت يؤدي إلى أحلام مزعجة؟ وهل هناك أحلام تحذرك عن قرب أجلك؟
أرجو جوابا، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
جزاك الله خيرا، ونرحب بك في الشبكة الإسلامية.
أنت لديك قلق نفسي مصحوب بمخاوف، والقلق النفسي هو أمر طبيعي، لأن القلق مطلوب في حياة الناس، حيث هو الطاقة التي تجعلنا أن نثابر ونجتهد في الحياة، لكن حين يزيد عن المستوى المطلوب – المستوى الطبيعي – أو أن تأتينا أفكار خاطئة، أفكار وسواسية، مثل فكرة الخوف من الموت هذه التي تنتابك، هنا يتحول القلق إلى قلق سلبي.
أيها الفاضل الكريم: أريدك أن تفهم أن هذه التغيرات طبيعية في حالتك، فهي تحدث لنحو أربعين إلى خمسين بالمائة ممن هم في عمرك، وهي عارضة، بمعنى أنها مؤقتة، ولن تستمر معك طويلا.
كل المطلوب منك هو أن تتجاهل هذه الأعراض تماما، ولا توسوس حول الموت، الموت حق، والأعمار بيد الله، وأسأل الله تعالى أن يطيل عمرك في عمل الصالحات، ولا أحد يعرف أبدا متى أجله، هذا الكلام الذي يشاع أن الأحلام تحذرك وتخبرك عن قرب الموت، هذا الكلام ليس صحيحا أبدا.
كل العلماء الكرام أفادوا بذلك، وأنا أقترح عليك أيضا أن تتحدث مع إمام مسجدك أو أحد المشايخ حول هذا الموضوع؛ حتى تطمئن أكثر، فالإنسان حين يسيطر عليه الفراغ ولا يدير الوقت بصورة جيدة أيضا تأتيه أفكار مثل هذه.
عليه: أريدك ألا تترك مجالا للفراغ أبدا، اجتهد في دراستك، لا بد أن يكون لك طموح، أن تكون من المتميزين، وجالس أصدقاءك، صل الصلوات في وقتها، كن بارا بوالديك.
الرياضة مهمة جدا لك، خاصة رياضة مثل كرة القدم، هذه أولا فيها الجانب الاجتماعي مع أصدقائك، وفي ذات الوقت تنشط بعض المواد الدماغية الإيجابية، وهذا ينتج عنه اختفاء القلق إن شاء الله وتحوله من قلق سلبي إلى قلق إيجابي.
ضروري جدا أن تثبت وقت النوم ليلا، لا تسهر، وقبل النوم طبعا حبذا لو توضأت وقرأت شيئا من القرآن مثل سورة الملك، ثم طبقت تمارين نسميها بتمارين الاسترخاء، وهي بسيطة جدا: وأنت على الفراش أغمض عينيك قليلا وافتح فمك قليلا أيضا ثم تأمل في شيء طيب وجميل، وضع يديك على صدرك، وبعد ذلك خذ نفسا عميقا وبطيئا عن طريق الأنف، هذا هو الشهيق، ويفضل أن تكون مدته نحو ثمان ثوان، وبعمق وبطء وقوة كما ذكرت لك، بعد ذلك أمسك الهواء في صدرك لمدة أربع ثوان، وهذا مهم لأنها تجعل الأكسجين ينتشر في الجسم بصورة إيجابية، بعد ذلك أخرج الهواء عن طريق الفم، وهذا هو الزفير، ويجب أن يكون أيضا بطيئا ويستغرق ثمان ثوان أيضا.
كرر هذا التمرين من خمس إلى ست مرات قبل النوم كما ذكرت لك، وبعد ذلك اقرأ أذكار النوم، وستنام إن شاء الله في أمان تام، لا أحلام، لا إزعاج، وتستيقظ مبكرا، وتصلي صلاة الفجر، وتذهب إلى مدرستك بعد ذلك، وحاول أن تذاكر بعد صلاة الفجر، هذا الوقت وقت ممتاز جدا ومفيد جدا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.