السؤال
المشكلة ليست لي، بل هي لأحد من زملائي، وهي أنه أتى للدراسة في اليمن وهو لم يتعود الغربة والبعد عن أهله، وبالنسبة لشخصيته فهي ضعيفة، ووالده كان قاسيا عليه منذ صغره، وهو يحب أمه أكثر من أبيه.
وفي السنة الماضية حصلت له مشكلة، وهي بأن بعض الشباب هددوه بالضرب وتكلموا عليه بألفاظ سيئة، مما ولد عنده حالة من الخوف وأصبح يقول لي: أنا جبان ولا أستطيع مواجهتهم، أي: أولئك الشباب، وقد فكرت بأن آخذه ونذهب وننهي المشكلة بالقوة كما بدءوها، ولكنني ترددت في ذلك لأن زميلي عندما سمع ذلك خاف وقال: لا توجد حلول أخرى كثيرة، ثم إنهم ممكن أن يتعرضوا لي بعد ذلك، فما رأيكم؟ ما الحل لكي أخرجه من هذه الحالة النفسية؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز/ المنتصر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
أود أن أشكرك كثيرا على اهتمامك بمشكلة زميلك، وهي في الحقيقة ليست بمشكلة مستعصية؛ حيث إن مثل هذه الأمور والمشاكل تحدث كثيرا بين الناس.
بما أن صديقك هو بعيد عن أهله، وربما تكون هذه هي أول تجربة له؛ فهو لا شك في حاجة إلى المساندة والطمأنينة، وأن تساعده في أن يكيف نفسه على أنه أتى لهدف واحد وهو التحصيل والدراسة، وهذا في حد ذاته يعتبر شيئا إيجابيا تهون من أجله التضحيات، والتي تتمثل في هذه الحالة بالبعد عن الأهل وعن الوطن الأم.
نحن لا نعتقد ولا نؤمن كثيرا أن هنالك شخصيات قوية القوة المطلقة، أو أن هنالك شخصيات ضعيفة الضعف المطلق، إنما هنالك بعض التفاوت، فبعض الناس حباهم الله بأن تكون لهم العزيمة والتصميم والإصرار، وآخرون يفتقدون هذا الشيء، فإذن الأمر أمر نسبي.
المشكلة التي حدثت بين صديقك والآخرين هي أمر متداول ونشاهده كثيرا، وأرجو مخلصا أن تتحدث إلى صديقك وتطمئنه، وأن لا يعطي هذا الأمر الحجم الأكبر من حقيقته؛ حيث إن هذه المشكلة عرضية وعفوية، والناس بطبيعتها تتناسى، كما أن صديقك ليس هنالك ما يدعوه لأن يقلل من قيمة نفسه، وأن يقيمها هذا التقييم السلبي، ويصبح خائفا من الآخرين.
أرجو أن يطمئن أنه إن شاء الله لن يصيبه أي بأس منهم، وعليه فقط أن يتجاهلهم، وفي نفس الوقت يحاول أن يبني علاقات جديدة مع إخوة آخرين، ومن خلالهم يستطيع أن يصقل شخصيته ويبنيها بصورة أكثر إيجابية، ولابد دائما أن تشجعه على الاعتماد على نفسه، وأن تشعره بأنه قوي أكثر مما يتخيل، فهذا إن شاء الله سوف يكون دافعا إيجابيا له.
وبالله التوفيق.