السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
طيب الله أوقاتكم بكل خير، وجزاكم الله خيرا على هذ ا الجهد العظيم.
منذ حوالي خمس سنوات طرأت علي أعراض مفاجئة وهي كالآتي:
1- أثناء النوم أشعر بشيء ثقيل يطبق على أنفاسي، ولا أستطيع الحركة حتى وأنا مستيقظ، ولا أستطيع النهوض إلا بعد وقت.
2- أشعر بنبض في كل جسدي، وخصوصا الرأس والفرج.
3- أشعر بتوتر وخوف دائم، وصداع وثقل أسفل الرأس.
4- كثرة البصاق اللزج من الفم أثناء قراءة القرآن.
5- سرعة قذف غير طبيعية عند الإيلاج مباشرة.
6- عصبية وغضب على أتفه الأسباب، ومشاكل بالعمل تسببت بفصلي من الشركة.
7- عند ذهابي لأي مكان يحصل به مشاكل، أو شيء يكسر أو يتلف، حتى أصبحت متخوفا من زيارة الناس.
أحافظ على الصلاة وقراءة القرآن، وترددت على رقاة ثقة نصحوني ببرنامج علاجي أواظب عليه منذ سنوات، وأقرأ سورة الصافات والحشر وق والنور ويس، وجزء من البقرة بشكل يومي.
ذهب عني جاثوم النوم ولكن ظلت معي أعرض القلق والتوتر المذكورة، فاستخرت الله على أن أذهب لطبيب مخ وأعصاب صرف لي حبة باركوستين صباحا، ونصف حبة ستاتومسن صباحا، وحبة فيوتابرامين بعد الغذاء، ونصف ستاتومين بعد العشاء .
متخوف من هذه الأدوية ولم أتناولها بعد، لربما يكون التشخيص غير مناسب، فأرجو منكم أن تشخصوا حالتي، وتوضحوا لي أي الطرق أسلك؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عاطف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
الأعراض التي ذكرتها في النقاط السبع المشار إليها في استشارتك واضحة جدا، وبالفعل تدل على أن لديك قلقا نفسيا وشيئا من الإجهاد النفسي أيضا.
بالنسبة لعرض سرعة القذف: هذا مرتبط بالقلق، لا بد أن أوضح لك ذلك، وكثرة إفراز البصاق أيضا من السمات التي نشاهدها عند بعض الإخوة الذين يعانون من القلق، وإن كان هذا العرض نادرا جدا.
موضوع الجاثوم والشلل النومي: هذا قد لا يكون مرتبطا مباشرة بالقلق، قد يكون أصلا لديك استعداد وقابلية له، وحين أتى القلق زاد منه، -الحمد لله- الآن قد انتهى، وبقية الأعراض أيضا ستنتهي -إن شاء الله تعالى-.
من المهم جدا أن تلجأ لتغيير نمط حياتك وتجعله أكثر إيجابية، ممارسة الرياضة مهمة جدا في حالتك، معظم هذه الأعراض يمكن احتوائها من خلال ممارسة الرياضة المنتظمة؛ لأن الرياضة تخلص الإنسان من الطاقات النفسية السلبية كطاقات القلق، والرياضة تغير الإفرازات الكيميائية الدماغية بصورة فعالة جدا، فتحسن كثيرا من إفراز المواد الإيجابية، وتقلل قليلا من إفراز المواد السلبية.
فإذا الرياضة يجب أن تكون جزءا أساسيا في برنامجك العلاجي، وهي تفيد قطعا في الأعراض النفسوجسدية التي تحدثت عنها.
أيضا الإيجابية في التفكير مطلوبة بقدر المستطاع، وأيضا التفاؤل والتواصل الاجتماعي، والترفيه عن النفس بصورة جيدة، الاجتهاد في العمل ومحبة العمل، وزيادة المهارات في العمل، هذه كلها أيضا تساعد بصورة ممتازة جدا، فاجعل هذا هو منهجك.
بالنسبة للرقية الشرعية: طبعا هي مطلوبة ولا شك في ذلك، ويجب أن تكون على ضوء الكتاب والسنة، والأمر الآخر: القرآن كله خير وكله شفاء، {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا}.
أنت -إن شاء الله تعالى- على الطريق الصحيح، وبالنسبة للعلاجات الدوائية: طبعا مهمة وتساهم كثيرا في العلاج، ومع احترامي الشديد لطبيبك أنا أرى أن عقار (باروكستين) لوحده سيكون مفيدا، حيث إنه يعالج القلق والتوترات ويحسن المزاج، كما أنه علاج فعال جدا لعلاج القذف المنوي السريع.
طبعا قد لا يكون من الصواب أن أتدخل في علاج وصفه لك طبيب آخر، الأدوية كلها طيبة لكن قد لا تحتاج لها كلها، فلماذا مثلا لا تبدأ بالباروكستين؟ وتبدأ بنصف حبة، هذا أفضل، عشرة مليجرام، تتناولها يوميا لمدة ستة أيام، بعد ذلك تجعلها حبة واحدة، وهذه قد تكون كافية جدا، فعالية الدواء تبدأ بعد أسبوعين إلى ثلاثة من بدايته.
جرب هذا الدواء بهذه الكيفية، وراجع طبيبك، وطبق ما ذكرته لك من إرشاد، وأنا على ثقة أنك -إن شاء الله تعالى- سوف تتحسن جدا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.