هل أخطأت في الطلاق من رجل لا يتحمل مسؤولية الزواج؟

0 43

السؤال

السلام عليكم.

أنا كنت متزوجة لمدة 22 سنة، ولدي 3 أبناء، وتم الطلاق منذ 10 أيام بسبب سوء التواصل بيننا، حيث أسكن في بيت والدي منذ أن تزوجت لسوء ظروف زوجي، تحملت ووقفت بجانبه وبعت شبكتي وسافر للعمل لمدة 12 سنة، فقمت بتربية الأبناء لوحدي، لكنه لا يعترف بذلك، ويماطل في إحضار شقة خاصة لنا، لأنه يطمع في شقة والدي، لأنها على نظام القانون القديم.

رجع من السفر منذ سنتين، معاملته جافة ليس فيها مودة ولا رحمة، ويكذب علي في مادياته، ودائما يخلف في وعوده، ويدعي أن لا مال لديه، وقد ساندته أسرتي في توفير السكن والمساعدات المادية، وقد أحضر لي والدي سيارة، وأتحمل أنا مسؤولية الأبناء ومصاريفهم.

الآن تطلقت منه، فلا أشعر بالاستقرار الأسري معه ومع أبنائي، فأنا لا أسكن في بيتي الخاص، حرمني أن أكون مثل أية امرأة أخرى لها بيت الزوجية.

أبنائي وافقوا على الطلاق؛ لأنهم غير مرتاحين معه، وقد رفض أن يصرف عليهم من حيث المسكن والمأكل، واكتفى بمصاريف دراسة ابنه فقط، ومصروف شخصي لكل واحد منهم، أما بقية النفقات فقد تحملها أبي، فهل أخطأت في طلب الطلاق؟ أخاف من غضب الله علي، وضميري يؤنبني، علما أن على مدار حياتنا حاولت معه كثيرا، لكنه عنيد جدا ومتكبر، ولا يعترف بأي خطأ أو تقصير، والمرأة بالنسبة له للخدمة والعلاقة الزوجية فقط.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ dmoh حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك – أختنا الفاضلة – في الموقع، ونشكر لك التواصل قبل اتخاذ القرار، ونحيي حرصك على دوام العشرة وصبرك على الزوج، ونحيي رغبتك وخوفك من أن تكوني قد وقعت في الخلل بطلبك للطلاق، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعيد لأسرتك ولبيتك الطمأنينة والاستقرار.

لا شك أن مسألة الطلاق تعتبر آخر الخيارات التي يلجأ إليها الناس، والطلاق المدروس فيه خير، لكن الاستعجال في مسألة نحن لا نؤيدها، ومن ناحية الشرع لا إثم عليك، لأن الضرر ظاهر، والتقصير من الرجل واضح. ولكن أيضا دائما نحن نتمنى أن تكون هناك مراجعة للأمر، دراسة شاملة لكافة النواحي، محاولة للإصلاح، إدخال العقلاء والفضلاء، يعني: حكما من أهله وحكما من أهلك، يعني: بهذه الطريقة حتى نحاول تفادي الطلاق.

وإذا كان هذا الرجل قد صبرت عليه هذه السنوات الطويلة، فأرجو أن تراجعي نفسك حتى ولو بعد الطلاق، لأنه بعد عشرة أيام، هذه فرصة، الطلاق أصلا علاج للزوج وللزوجة. فأرجو أن تكون خطوط الرجعة مفتوحة، هذا ما نقترحه ونميل إليه، لكن من ناحية الذنب لا إثم عليك، وأنت مشكورة على التواصل مع الموقع والحرص على الخير، ونحن كموقع شرعي نبين أن مصلحة الأبناء ومصلحتكم كأسرة بعد هذه السنوات الطويلة أن تستمر هذه العلاقة، وأن تقبلي منه الخير الذي يأتي منه، ثم تجتهدي في تحسين الوضع وفي أخذ ما تستطيعين من الأموال، حتى يتعود تحمل المسؤولية.

وبلا شك أن هذا الرجل، الرجل أحيانا عندما يجد من ينفق على أسرته، هناك من ينحى منحى سلبي ويترك هذه المسؤولية التي هي مسؤولية أساسية بالنسبة للرجل، فالله تبارك وتعالى وضع القوامة عند الرجل لمؤهلات فطرية ولمؤهلات مكتسبة. المؤهلات المكتسبة {وبما أنفقوا من أموالهم}، فعليه أن ينفق على أولاده، وأن يقوم بواجباته.

حتى لو كان أهل الزوجة هم أغنى الأغنياء، إذا أنفقوا من أنفسهم إحسانا فهم يشكروا على هذا، لكن المسؤول الأصلي عن الإنفاق وعن رعاية الأسرة هو الزوج، ينفق كل ما عنده، بل يبذل كل ما يستطيع، بل يجتهد في البحث عن عمل حتى يستطيع أن يقوم بواجبه في الإنفاق، فلأن قصر في هذا الجانب فهذا تقصير واضح.

ولكن أرجو أن تنظري إلى الأمر من كافة الجوانب، من وجود الرجل في الأسرة، أن تنظري إلى ما فيه من إيجابيات، حتى مسألة العلاقة الخاصة أيضا من الأمور التي يحتاجها الزوج وتحتاجها الزوجة، فأرجو أن يكون هناك رصد للإيجابيات، ووضع السلبيات، ثم مناقشة الأمور كلها مع النفس وتقييمها تقييما يوافق مصلحة الأسرة ومصلحة الأبناء ومصلحتك أنت أيضا، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات