كرهت العيش مع زوجي فهو يهددني بابنتي.

0 26

السؤال

السلام عليكم.

أنا متزوجة منذ ٣ سنوات، وحصلت بيني وبين زوجي مشاكل كثيرة بسبب كذبه علي قبل الزواج، وبعد الزواج انصدمت بالحياة معه في كل شيء سواء كان ماديا، أو في معاملته، أو معاملة أهله وتدخلهم في حياتي بطرق مباشرة أو غير مباشرة.

انفصلنا لمدة ٦ أشهر، ورجعنا لبعضنا؛ لأن بيننا طفلة، ولكنه ارتكب أفعالا خاطئة كثيرة في وقت الطلاق، وسب أهلي بأبشع الألفاظ، ولما عدت إليه شرط علي عدم أخذ الطفلة معي إلى بيت أهلي عند زيارتهم، فهو يعلم نقطة ضعفي، وأي مشكلة تحدث بيننا يضغط علي بأخذ الطفلة.

أنا عدت إليه بسببها؛ لكي تتربى بيننا، ولكني عندما أره أتذكر الذي حصل بيننا وأنه سيمنع الطفلة عني عند الذهاب لبيت أهلي وإعطائها لأخته التي تكرهني، والتي تتشمت بي عند أي مشكلة تحدث لي، تعبت من العيش معه وبطريقة الضغط علي بابنتي، لا أعلم ماذا أفعل؟ فالحكم الذي بيننا قال: ابنته وهو حر بها، اتركيها له عند ذهابك لبيت أهلك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ Mai حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا وسهلا بك.

مشكلتك: التوتر القائم بينك وبين أخوات زوجك وحالة التوتر بينكما التي وصلت إلى حد الطلاق والرجوع.

وأنا من موقعي كمستشارة علي أن أساعدك على تجزئة المشكلة ليتيسر لنا التوصل إلى حل، والله المستعان.

غاليتي: حل المشكلات يبدأ أولا: بالرضا بما قسمه الله للعبد، وثانيا: بالاستعاذة من وساوس الشيطان الذي يزين لنا القبيح ويقبح لنا الحسن، ولهذا قال الرحمن: "وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله".

إن الحياة الزوجية تعني استقرارا ونهاية حياة العزوبية، وسر هذه الحياة الزوجية الجديدة هو: التفاهم، والتآلف، واحترام كلا الزوجين لبعضهما حتى تدوم السعادة الزوجية، يقول جل وعلا: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة"، فهذه الآية الكريمة تدل على عظمة مقاصد الزواج وخلاصته سيادة: المودة والرحمة.

أختي الفاضلة: إن ما تعانين منه مع أهل زوجك (شقيقته) أمر ليس جديدا على مجتمعاتنا العربية، ويوجد ذلك في كل بيت زادت حدته أو قلت، ومن الطبيعي أيضا أن تحصل غيرة بينك وبين أهل زوجك وخاصة إذا كان لديهم حب زائد للابن وخاصة إذا كان من النوع الحنون، وهذا ما كنت قد استنتجته من بين السطور؛ فعلاقته بأهله قوية وتؤثر عليه، ومن الطبيعي أن يبر زوجك أهله ويحسن إليهم، فالزوج الذي لا خير له في أهله لا خير له في زوجته، وإن وفاء زوجك لأهله دليل على أنه سيحسن معاملتك في المستقبل.

إن علاقة الزوج الجيدة بأهله من أهم عوامل الاستقرار للأسرة، وهنا أود أن أسألك:
هل زوجك هو الابن الأكبر؟ أم هو الوحيد بين أخواته البنات؟!

فكل ما عليك -يا بنيتي- أن تهدئي وتتريثي، وألا تطالبي زوجك بما فوق طاقته، وطالما هو لا يقصر في النفقة عليك فاحمدي الله على ذلك ولا تفكري فيما عداه.

غاليتي: إليك هذه النصائح لتجنب المشاكل مع أهل زوجك وبناء علاقة طيبة تستمر مدى الحياة، وللحفاظ على مملكتك وتبقي ملكة متوجة فيها:

- اهتمي بنفسك واعتني بطفلتك، وثقفي نفسك من خلال بعض الكتب التي تزودك بكافة المعلومات التي تحتاجينها عن كيفية العناية بنفسك وبطفلتك.

- حثي زوجك على البر والإحسان إلى أمه، وأظهري أنك تودينها وتقدرينها، واعلمي أن بره لأمه لا يتعارض مع استيفائه لحقوقك.

- اجتهدي باستمالة قلوب أخوات زوجك إليك واحتسبي أجر ذلك عند الله، وقابلي السيئة بالحسنة، ولا تضخمي المشكلات الصغيرة، وتذكري قول العزيز الجبار: "ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن ".

- لا تكوني سببا في قطيعة الرحم، أو معاداة أهل زوجك، وفي نفس الوقت من حقك أن تدافعي عن نفسك بطريقة مهذبة مع الحفاظ على علاقة طيبة معهم.

- أشعري زوجك أنك له وما تفعليه من أجله من طاعة له هو واجب شرعي عليك، وهذا يدفعه إلى مرعاة حقوقك أكثر.

- لا تجعلي من تدخل أهل زوجك أو الخلافات ما يعكر صفو علاقتك مع زوجك، وأظهري حبك واحترامك لهم؛ وهذه صفات وأخلاق المسلم ومطلوبة مع عامة الناس، فكيف مع أهل زوجك!

- تجنبي الألفاظ المستفزة خلال الحديث مع زوجك، واهتمي بكل ما يخصه في كل جوانب حياته، وأدخلي إلى قلبه البهجة والسرور والحب لتحتضنا معا طفلك بمحبة ودفئ يختصر كل أساليب التربية.

- استعيني برجل دين عبر أحد محارمك، وأخبريه بمعاناتك مع زوجك فيما يخص بقاء ابنتك معك أو مع شقيقته خلال القيام بزيارة أهلك، وهو بدوره وبطريقة غير مباشرة يخبره عن واجب الزوج تجاه زوجته وبيته، وما له وما عليه من حقوق في بيته.

- استمعي أنت وزوجك إلى بعض المحاضرات أو البرامج التلفزيونية التي تتحدث عن الحقوق والواجبات بين الزوجين، وعن أهمية المعاشرة بالمعروف، وبإمكانك مشاهدة هذه المواضيع عبر اليوتيوب.

- أكثري من الدعاء والصلاة على نور الهدى المصطفى وشفيع رب البرية.

أسأل الله أن يصلح ما بينك وبين زوجك وألا يفرق بينكما، وأن يفرج كربك ويزيل غمك، ولا تنسي أن تطمئنينا عنك عزيزتي.

مواد ذات صلة

الاستشارات