السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم ونفع بكم وجعل العمل في ميزان حسناتكم.
أنا فتاة بعمر ٢٥ سنة، يتقدم لي الخطاب ولكني أجلس في الرؤية الشرعية، وأكون محرجة وخجولة جدا، لدرجة أني قد لا أتكلم إلا إذا سئلت.
قبل الرؤية أضع أسئلة لكي أسألها الخاطب، ولكن عندما أجلس لا تأتيني الجرأة للسؤال، وبالكاد أرد على الخاطب، وأكتفي بالتبسم والضحك.
أشعر أن هذا الخجل قد ينفر الخطاب مني أو يجعلهم يشعرون أني لا أريد أن أحدثهم، ولكني أشعر أن هذه طبيعتي، فأنا في تعاملي مع الناس لأول مرة أكون خجولة جدا، مع الناس ثم أتقرب منهم بالتدريج.
أنا أشعر أني لو خلعت هذا الخجل أثناء الرؤية أنه شيء سيء، زيادة على أني قد لا أستطيع، فما رأيكم؟ وما نصيحتكم لي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ابنتي الفاضلة: نشكر لك فكرة السؤال، وهذا يؤكد على أنك ما زلت تتمتعين بفطرة نقية، وحياء البنات الراقي الصافي، ومن أجل هذا أقول لك:
إذا ألقى الله في قلب الشاب الميل إلى فتاة فعليه أن يطرق باب أهلها، وعند طرقه لباب أهلها يستحب أن يكون معه أهله، ومعه أسرته، ثم عليه أن يطلب النظرة الشرعية، كما علمنا رسولنا عليه السلام والصلاة من رب رحيم حيث قال: (انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما)، أي: أحرى أن تدوم المودة بينكما؛ فإن النظرة الأولى يحدث فيها الإعجاب والميل والانطباع الجيد، وقد يتحول بعد ذلك إلى حب إذا حصل التلاقي بين الأرواح والتوافق؛ (فالأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف).
الفتاة العاقلة تحافظ على الحياء الفطري لديها، وتطلب في الرجل دينه، وخلقه، وقدرته على تحمل المسؤولية.
ابنتي الكريمة: أريدك أن تعلمي أن الحب الشرعي هو الذي يحصل بعد الرابطة الشرعية، وهو الذي يصمد أمام تقلبات وعقبات الحياة، وهو حب يعلن عن نفسه؛ حيث يتقدم الشاب لطلب يد الفتاة من أهلها، ويعلن ذلك لأنه ميل ختامه الزواج، وعلامة صدقه الصداق، وتبدأ بتحمل المسئولية فيه الإعلان، وترجمته الخوف عليها، والحرص على صيانتها، والرغبة في صلاحها، وهو حب يدور في فلك المحبة لله التي هي الأساس، وهو بذلك لا يشغل عن الله، ولكنه يحتكم لشريعة الله.
عليك أن تتبعي هذه الخطوات التي تنير دربك في يوم الرؤية الشرعية:
إليك هذه الأسئلة للدكتور جاسم المطوع (أسئلة الخطوبة العشرة للتعارف):
1- ما هو هدفك في الحياة؟ وما هو طموحك المستقبلي؟
2- ما هو تصورك لمفهوم الزواج؟
3- ما هي الصفات التي تحب أن تراها في شريك حياتك؟
4- هل ترى من الضروري إنجاب الأطفال من أول سنة؟
5- هل تعاني من مشاكل صحية أو عيوب خلقية؟
6- هل أنت اجتماعي؟ ومن هم أصدقاؤك؟
7- كيف هي علاقتك بوالديك؟ وإخوانك وأهلك؟
8- بماذا تقضي وقت فراغك؟ وما هي هواياتك؟
9- هل لك نشاط تطوعي أو خيري؟
10- ما رأيك لو تدخلت والدتي أو والدتك في حياتنا الشخصية؟
لا تنسي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير).
بعد السؤال عنه والتأكد من مناسبته لك دينيا وأخلاقيا، ووجدت فيه المواصفات التي ترغبينها في زوج المستقبل، وتبين لك أن إيجابياته أكثر من سلبياته فعليك بالاستخارة وهي: أن تصلي ركعتين من غير الفريضة، وبعد التشهد الأخير وقبل السلام تدعين بالدعاء التالي:
(اللهم أني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم؛ فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم "أن زواجي من فلان" خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاقدره لي ويسره لي، وإن كان هذا الأمر شرا لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به).
إن كان فيه خير لك سييسره الله لك، وإن لم يكن فيه خير لك فسيصرفه الله عنك ويبدلك خيرا منه.
أسأل الله أن يرزقك الزوج الصالح الذي تقر عينك به، وتقرين عينه.