أمر بحالة غريبة وهي عدم الارتياح لأي شيء في الحياة!

0 29

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب، في الـ٢٤ من العمر، أشعر أن لا شيء يفرحني، وعدم ارتياحي لأي شيء، وفي الحقيقة لا أعلم لماذا أشعر هكذا.

سوف أدخل في التفاصيل مباشرة، منذ بداية دخولي للجامعة كان شعوري طبيعيا اتجاه الأشخاص والحياة اليومية، وكنت أتدارك الظروف الصعبة والأحزان بنفسي ثم أرجع للحياة مرة أخرى، مثلها مثل الظروف الجميلة والأفراح التي كنت أشعر بها أيضا.

كانت حياتي طبيعية أفرح وأحزن وأشعر بتفاصيل اليوم مثل أي شخص، ولكني مؤخرا وفي آخر سنة من الدراسة وبالتحديد مع دخول وباء الكرونا وانتشاره وأنا حياتي ووضعي تغيرا للأسوأ، ودام على شعوري الحزن وعدم المتعة في أي شيء، لدرجة أنني عندما أكون مع أهلي وأقاربي لا أشعر بتفاعل معهم وسعادة مثل قبل، مع العلم أنني اجتماعي وأحب لقاء العائلة، لكن حاليا أكون معهم بجسدي وضحكتي المصطنعة وفي الحقيقة أنا في واد ثاني.

لا أعلم هل أنا أختلق هذه المشاعر السلبية والأحزان التي استمرت منذ أكثر من ٨ شهور، أم هي حقيقة وأنا أمر بحالة اكتئاب؟

أعتذر على الإطالة، ولكن مع هذه المشاعر السلبية أشعر أيضا بحرارة وضيق في الجانب الأيسر من صدري، إلى جانب عدم القدرة في التفاعل مع الأشخاص، وصعوبة في بعض الأحيان في إخراج كلام منطقي، وقلة التركيز والتشتت.

أفيدوني وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي العزيز: كثيرة هي الأحداث المؤلمة والمواقف الضاغطة التي تستقر في عقلنا الباطن، لكنها تظهر أحيانا آثارها على هيئة كآبة وحزن وعدم تركيز، وللتخلص مما أنت عليه، أنصحك اتباع الأفكار التالية:
- نفذ استراتيجية (الحديث إلى الذات) اطرح على نفسك أسئلة وأجب عنها، مثل: ما هو الشيء المحزن في حياتي؟ لماذا الكشرة دائمة على وجهي بينما غيري يضحك ويمرح وأكثر قبولا من الآخرين؟ ماذا استفدت من مشاعر الحزن والأسى؟ إلى متى سأبقى كذلك؟ وهل إذا تزوجت سيؤثر ذلك على حياتي مع زوجتي وأولادي؟ وغيرها من الأسئلة، وكلما ازداد عدد الأسئلة والإجابة عليها بعقلانية، سوف تشعر بالارتياح.

- اتبع طريقة التفكير العقلاني والمتمثل بالنظر إلى المشكلة ذاتها كمشكلة قابلة للحل، وعدم ترك العنان لتفكيرك في تفسير المشكلة لدرجة عدم قدرتك على المواجهة، بمعنى، أن سبب معاناتك وحزنك هي من طريقة تفسيرك للمشكلة وليست المشكلة نفسها، فنحن نغوص في أعماق المشكلة ونحلل ونفسر لدرجة نجد أنفسنا محاطين بكم هائل من السلبية لمشكلة لا تستدعي ذلك كله، في حين بالإمكان أن نجد الحل بطريقة عملية وفورية تجنبنا ذلك كله، ونبقى نتمتع بصحة نفسية ورضا واطمئنان نفسي.

- أفصل مشاكل العالم عن مشاكلك فأنت لن تغير شيئا، وبنفس الوقت العالم لا يكترث لما يحدث معك، واعمل على تنظيم أولوياتك، وتخلص مما هو غير مهم ويأخذ حيز من تفكيرك.
- مارس رياضات خفيفة يوميا، وتناول غذاء صحيا، واحصل على قسط وافر من ساعات النوم.
- بالنسبة للضيق الذي تشعر فيه بالجانب الأيسر من صدرك، عليك مراجعة طبيب باطنية، لإجراء الفحوصات والتحاليل والصور اللازمة، وأخذ العلاج المناسب.

- من الأدعية العلاجية لإزالة الهم والغم، حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك بن عبدك بن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجا، قال: فقيل : يا رسول الله ألا نتعلمها، فقال : بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها ).

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مواد ذات صلة

الاستشارات