السؤال
السلام عليكم
زوجي مريض نفسي، وعاطل، وأنا أعمل وأنفق، وهو لا يتحمل المسؤولية، ولا يساعدني في شيء، ودائما يلوم الآخرين، ويشك في نواياهم وتصرفاتهم، وهو عصبي جدا معي ومع طفله، وغير مبال بأي شيء، ولا يبحث عن العمل، ويلوم الناس ويلومني على بطالته، ولا يعترف بأنه مريض وبحاجة لعلاج، ودائما يخلق مشاكل مع الجيران، فينزعج جدا من الأصوات الصادرة، ويعتبرها مقصودة، ويتكلم بشكل سيء وعصبي معي ومع والديه.
يريد طفلا آخر، وأنا أخاف التورط بطفل آخر، ولا أعرف إن كنت أتحمل وأصبر أكثر، فكل يوم أفكر في الطلاق، ولكن أصمت بسبب طفلي، أفكر أن الطفل سيتضرر من المشاكل والضرب والكلام السيء.
لم أكن أعلم قبل الزواج بمرضه، وعرفت بعد الزواج، وكان يأخذ الريزبيريدال، ولكنه توقف عنه واعتبر أهله مجرمين في حقه، لأنهم عرضوه على طبيب نفسي، فهل أطلب الطلاق؛ لأنهم أخفوا عني مرضه، والوضع لا يحتمل؟ ماذا تنصحوني أن أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لانا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يقر عينك بشفاء هذا الزوج، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته السعادة والآمال.
لا شك أنك ستؤجرين على الصبر على هذا الزوج، والقيام بواجباتك تجاه الأسرة، ونسأل الله أن يعينك على الصبر، ونفضل هذا الخيار، وهو خيار أن تحتملي وتصبري وتجتهدي طالما كانت الظروف الصحية معروفة، وكل من حوله يعرف أنه يعاني من ظروف نفسية، فليس أمامنا إلا أن نتسلح بالصبر، وحقيقة رغم صعوبة هذا الطريق وصعوبة هذا الاتجاه إلا أن الثواب فيه عظيم جدا والأجر فيه كبير جدا.
عليه: أرجو أن تتسلحي بالصبر، وأن تجتهدي في محاولات العلاج، واطلبي معاونة العقلاء من أهله الذين يستطيعون أن يقفوا معك ويتعاونوا معك، وإذا كان أهله أيضا يعانون من هذا المرض الذي ابتلي به فأرجو أن يكون هناك أيضا تعاون وصبر من كل الأطراف.
طبعا الخيار أمامك وأنت صاحبة القرار، وأنت من تقدرين الحالة، ولكننا قبل ذلك ننصحك بمشاورة الأطباء لتصنيف المرض ومعرفة التطورات والأشياء المتوقعة، وبناء على ذلك يكون القرار الصحيح مبني على أسس وقواعد صحيحة، وإذا رغب في الولد فأرجو أن تطمئنيه، لكن لا مانع أن تتخذي الاحتياطات الطبيعية، كتفادي العلاقة في أيام التبويض، يعني: تحاولين أن تأخذي بعض الحيل التي تعينك على عدم إنجاب أطفال دون أن تتجلى وتتضح أمامك الصورة، علما بأن عندما ننظم هذه الأمور – مسألة مجيء الأطفال – ينبغي ألا تكون المسألة فيها مسألة عقيدة خوفا على الرزق أو خوفا على هذه الأشياء، لأن هذه من الله تبارك وتعالى، ولكن إذا كانت هناك اعتبارات أخرى وضررا كبيرا يمكن أن يترتب، والأطباء أيضا قد يفيدون إن هذا المرض قد يتوارث، المهم: أنت بحاجة إلى أن تقفي على حالة المرض وتطورات المرض ومستقبل هذا المرض وإمكانية العلاج، هذه أمور حتى لو ذهبت وحدك إلى الطبيب الذي صرف له الدواء، فستعرفين الكثير من الأمور، وبناء عليها يكون اتخاذ القرارات الصحيحة، واحتسبي الأجر والثواب عند الله.
نسأل الله أن يعينك وأن يقر عينك بشفائه وبصلاح الأحوال.