كلما شفيت من الوسواس عاد مرة أخرى، فماذا أفعل؟

0 34

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة في بداية العشرين، غير متزوجة، وهذه المرة الثالثة التي يعود الوسواس، بدأ في 2017 بدرجة كبيرة، وعالجته بالذهاب للطبيب، ووصف لي دواء (زولوفت)، وفي 2019 عاد لي مرة أخرى، وذهبت لنفس الطبيب ووصف لي نفس الدواء، ولكن هذه المرة بعد شهر من تركي الدواء تقريبا، حيث استمريت عليه 6 شهور، وعاد لي الوسواس مرة أخرى، فهل علي أن آخذ الدواء نفسه مرة أخرى، أم أغيره، أم لا آخذه مرة أخرى؟

في الحقيقة أحيانا أجد نفسي قادرة على ردعه، وأحيانا أكون ضعيفة بحيث أستمر في البكاء طوال اليوم،
فهل ردع الوسواس صحيح أم لا؟ حيث أن الوسواس أتاني في عدة موضوعات، وأنا أحاول الآن في علاجه عن طريق الإعراض عنه، ولكن أريد معرفة إن كان ما أفعله صحيحا؟

بداية وسواس الوضوء: فيجب علي أن لا أنصرف إلا إذا سمعت صوتا أو شممت رائحة، صحيح؟ ووسواس العقيدة، فأنا أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم كثيرا وأقول آمنت بالله، ووسواس الاغتسال في فترة أصبحت أغتسل إن رأيت أي إفراز، ولكن قرأت للدكتورة رقية المحارب، والآن لا أغتسل إلا في (مني أو دم)، والمني لا ينزل إلا في جماع أو احتلام، وبالنسبة للجماع فأنا غير متزوجة، وبالنسبة للاحتلام فأنا أنام وأنا أقرأ القرآن وأستغفر، ولا يجب علي الالتفات في غير ذلك من إفرازات، فهل هذا صحيح؟

في الحقيقة أنا الآن أكتب وأرى ذلك سهلا، ولكن أحيانا عندما تأتيني الفكرة الوسواسية أكون ضعيفة جدا، ولا أستطيع أن أتصرف.

أسأل الله أن يشفي كل مبتلي، وأن يجزيكم عنا كل الخير، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

رسالتك واضحة جدا، لديك وساوس قهرية، والوساوس الفكرية تهيمن أكثر من وساوس الأفعال، وهي ذات طابع ديني، و-إن شاء الله تعالى- هذا الوسواس يعالج، وهو ليس ضعفا في شخصيتك، ولا اضطرابا في إيمانك، على العكس تماما، -إن شاء الله تعالى- هو من صميم ومن صريح الإيمان.

طبعا من المهم جدا ألا يناقش الفكر الوسواسي، الوسواس يجب أن يردع – كما ذكرت – ويكون ردعه من خلال إيقاف الخواطر في بداياتها، ولا ندعها أن تصل لفكرة، والخاطرة توقف بان تخاطب مباشرة (قفي، قفي، قفي، أنت خاطرة وسواسية، أنت فكرة وسواسية، أنا لن أناقشك، أنت تحت قدمي ...) وهكذا، تحقير كامل، تمرين (إيقاف الأفكار) يجب أن يطبق بكل حزم وبكل قوة.

تمرين آخر هو (تمرين التنفير)، أن تربطي الفكرة الوسواسية بفكرة قبيحة، مثلا تتصوري حادث – احتراق طائرة أو شيء من هذا القبيل – وتربطيه بهذه الخاطرة، أو تقومي بشم رائحة كريهة وتربطيها بالخاطرة، أو تقومي مثلا بالضرب على يديك بقوة وشدة على سطح صلب كسطح الطاولة مثلا. إيقاع الألم على النفس حين يربط بالفكر أو بالخاطرة الوسواسية يضعفها، هذا أمر أكيد، هذا التمرين يكرر عدة مرات.

بالنسبة لموضوع الشكوك الوسواسية حول الطهارة والوضوء وخلافه: العلماء الأفاضل أفادوا أن الإنسان يبني على اليقين، ولا يبني على الشك أبدا، ومثلا: الوضوء، الوضوء يجب أن تحددي كمية الماء، هذا مهم جدا، توضئي بكمية من الماء لا تزيد عن لتر أبدا، وتجنبي الوضوء من ماء الصنبور (الحنفية)، الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيما ورد كان يتوضأ بحوالي لتر إلا ربع من الماء.

إذا قللت الماء وحددت الزمن، بل قومي بتصوير نفسك عن طريق كاميرة تليفون مثلا، وبعد ذلك تشاهدي الفيديو، بعد أن تكملوا الوضوء، وسوف تجدين أن وضوءك كان صحيحا جدا. هذا يدعم تماما كيفية مواجهة الوساوس.

في موضوع الاحتلام وهذه الأشياء: ما شاء الله أفكارك إيجابية جدا، ويجب ألا تلتفتي إلى هذه الإفرازات أبدا، التجاهل والتحقير التام هو العلاج الذي يقدمه الإنسان لنفسه بصورة صحيحة.

العلاجات العامة والخاصة بالوساوس هي: أن يتجنب الإنسان الفراغ، الفراغ الزمني والفراغ الذهني، تضعي أسبقية في تفكيرك، ما الذي تودين أن تقومي به في أثناء اليوم، ويكون لك برنامج واضح وجدول واضح جدا لإدارة وقتك، هذا مهم جدا.

تمارين الاسترخاء أيضا مهمة لعلاج القلق المصاحب للوساوس، لأن القلق هو الطاقة التي تحرك الوساوس، فأرجو أن تحرصي على ممارسة التمارين الاسترخائية، وإسلام ويب لديه استشارة رقمها (2136015) أوضحنا فيها كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء، كما أنه توجد برامج كثيرة جدا على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين.

تناولي العلاج الدوائي. الزولفت طبعا دواء رائع جدا، ودواء ممتاز جدا، لكن ربما يكون الـ (فلوكستين/البروزاك) أفضل نسبيا، لأن البروزاك لا يؤدي إلى زيادة في الوزن، ولا يؤدي إلى نعاس، وفي ذات الوقت هنالك دراسات تفيد أن بعض التوقف منه قد لا تحدث انتكاسة إذا حافظ الإنسان على التمارين السلوكية التي تحدثنا عنها.

شاوري طبيبك في خصوص الدواء، وإن قال لك استمري على الزولفت فاستمري عليه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات