أريد أن أغير مذهبي المبتدع إلى مذهب أهل السنة والجماعة

0 35

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أحمد، عمري 16، صاحب مذهب مبتدع، بعد بحث طويل قررت أن أعتنق مذهب أهل السنة والجماعة (أهل الحديث)، ولكن أعيش في مدينة جميعهم من المذهب المبتدع وعائلتي أيضا، وأقلق إذا تركت مذهبي أن تتغير نظرة عائلتي والآخرين من حولي، وقد يصل إلى أن تتبرأ عائلتي مني، ما توجيهكم لي؟ هل أنتظر حتى أبلغ عمرا أكبر وأغير مذهبي أم أعتنق مذهب أهل السنة بالسر؟

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب.

نشكر لك تواصلك معنا وثقتك فينا، ونسأل الله تعالى أن يهدينا وإياك للحق ويثبتنا عليه، وقد كان من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي يدعو به في الليل إذا قام إلى الصلاة: (اهدني فيما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم).

ولا شك ولا ريب أن عقائد أهل السنة والجماعة هي العقائد التي جاء بها القرآن الكريم، وجاءت بها السنة النبوية المطهرة، وأن ما خالف القرآن وخالف الأحاديث الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من رواية الثقات من علماء المسلمين، ما خالف ذلك من العقائد فهو ضلال وبدعة.

وإذا كنت قد اهتديت إلى معرفة الحق وقررت اتباعه؛ فهذا فضل من الله تعالى عليك ونعمة، ينبغي أن تشكر هذه النعمة كثيرا.

وأما هل تتبع هذه العقائد الآن أو تؤجل ذلك إلى أن تكبر أكبر مما أنت فيه من العمر؟ فالجواب – أيها الحبيب – أن الإنسان مكلف إذا بلغ، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((رفع القلم عن ثلاثة))، ومنهم: ((الصبي حتى يحتلم))، فإذا بلغ الإنسان جرى عليه قلم التكليف وحاسبه الله تعالى بأعماله، ويجب عليه اعتقاد الحق كما تجب عليه الصلاة، ويجب عليه الصوم، بل العقائد أهم وأعظم.

وإذا كان الإنسان يستطيع أن يتحول عن الأرض والبلاد التي تنتشر فيها البدعة ويخاف على نفسه أو لا يتمكن من إقامة دينه، ويتمكن مع ذلك من الانتقال عن هذه البلدة إلى غيرها، فهذا مخرج شرعي وقد أوجبه بعض العلماء، فقد أفتى بوجوب الهجرة من الأرض التي تنتشر فيها البدعة بعض الأئمة كالإمام مالك وغيره.

وإذا كان الإنسان يستطيع أن يقيم دينه دون انتقال فهذا واجب عليه أيضا أن يفعله، وإذا كان لا يستطيع هذا ولا ذاك فيفعل ما يقدر عليه، فإن الله تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها، ولا يكلف نفسا إلا ما آتاها، فيفعل ما يقدر عليه؛ لأن الله تعالى يقول: {فاتقوا الله ما استطعتم}.

والاعتقادات قلبية لا يعلمها الآخرون، ويتمكن الإنسان من التخلف عن بعض مظاهر البدع بسبب أو لآخر، وبعذر وبآخر، فيفعل ما يقدر عليه، لكنه لا يؤخر هذا الواجب إلى زمن قد يدركه وقد لا يدركه، ثم إنه مأمور بأن يفعل ما يقدر عليه، والله تعالى يتقبل ذلك منه.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير، وأن يتولى عونك، ويأخذ بيدك.

مواد ذات صلة

الاستشارات