هل فشلي وقراراتي تؤثر على رزقي وقدري في المستقبل؟

0 26

السؤال

السلام عليكم

لطالما كنت طالبة متميزة في المدرسة، لكن في الجامعة رسبت 4 سنوات (أدرس في إيطاليا والرسوب ليس مشكلة في الجامعة) والسبب هو أشياء كثيرة حدثت مع بعض.

أولا أنا أعمل مع أبي منذ 4 إلى 6 ساعات يوميا دون يوم إجازة، حتى أشارك أنا وأخواتي في مصروف البيت.

ثانيا في عز العنصرية ضد المسلمين 2015 و2016 تجاهلت دراستي وكرست مجهودي في التعمق في ديني حتى لا أفقد الثقة في ديني، وحتى أستطيع الرد عن الأسئلة إن سئلت، ثالثا نظرا لظروف حياة أبي تنقلت كثيرا بين مصر بلدي الاصل وإيطاليا، وهذا أفقدني أساسا كبيرا كنت سأحتاجه في الجامعة، وفعلا أخذت وقتا أطول في الجامعة مقارنة بزملائي؛ لأن الكثير من المواد لم أكن أفهمها، وأخيرا غلبني ضعفي للنفور من المسؤوليات الكثيرة، وكنت أضيع وقتي في متع بلا فائدة بنسبة بسيطة، ولكن الآن أنا عمري 24 وعدت لتركيزي، وتحكمت بظروفي ويبقي فقط العمل هو العقبة البسيطة ومن المتوقع أن أتخرج خلال سنتين لو بقيت هكذا.

سؤالي عن ندمي الشديد الذي لا يتركني، أشعر أنه بسبب الـ 4 سنوات سيتأخر كل رزقي، الـ Career الذي لطالما حلمت به ، الزواج ، الإنجاب، أشعر أنني السبب في سعادتي المتأخرة التي ستأتي بعد فترة طويلة، أشعر أنني لن أجد عملا جيدا بسبب سني والتخرج المتأخر، أشعر أنني سأتزوج متأخرة بسبب الوقت التي تحتاجه أي فتاه لإيجاد شخص مناسب.

أشعر أنه بسببي سأنجب متأخرا، وبالتالي سأواجه مشاكل في الإنجاب؛ لأنني كبرت، أشعر أن هذا لم يكن قدرا، ولكن كانت كلها قراراتي، وأنا السبب في فشلي وإخفاق حياتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nada ali حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك ابنتنا الفاضلة في موقعك، ونشكر لك حسن العرض للسؤال، ونطمئنك أن ما كتبه الله لنا من الأرزاق والآجال لا يمكن أن يتغير، والنبي صلى الله عليه وسلم يبشرنا ويخبرنا بأن روح القدس نفخ في روعه عليه الصلاة والسلام أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها، ثم وجهنا فقال: (فاتقوا الله وأجملوا في الطلب)، نسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يكتب لك التوفيق والسداد، وأرجو أن تسأنفي حياتك بأمل جديد وبثقة في ربنا المجيد.

وما حصل من السنوات ومن التأخير كان أيضا بقدر الله، وبعضه كانت له أسباب وجيهة، فهذا أيضا من قدر الله، قال صلى الله عليه وسلم: (كل شيء بقدر، حتى العجز والكيس)، وعلى كل حال فإن الندم على ما مضى لا يقدم شيئا، والبكاء على اللبن المكسوب لا يمكن أن يعيده، والإنسان ينبغي أن ينظر في اللحظة التي هو فيها ثم يبدأ الانطلاق متوكلا على الله تبارك وتعالى، مستعينا به سبحانه وتعالى، وثقي بأن مسألة الزواج ومسألة الوظيفة هي أرزاق لها آجال ولها أوقات محددة، وسيضع الله تبارك وتعالى في طريقك الشاب الذي يسعدك، وسيرزقك الذرية التي كتبها الله تبارك وتعالى لك.

وأنت بعمر السنوات – حسب العمر المذكور في الاستشارة – لا زالت أمامك الفرص كبيرة، سواء كان في العمل أو في الزواج أو الإنجاب أو النجاح في الحياة، فاطردي عنك هذه الوساوس السلبية، واعلمي أن المؤمنة لا تقول: (لو كان كذا لكان كذا) ولكن تقول: (قدر/ قدر الله وما شاء فعل)؛ لأنها توقن وتدرك أن (لو) تفتح عمل الشيطان، وهم الشيطان أن يحزن أهل الإيمان.

وإذا ذكرك الشيطان بما ضاع من أوقات وبما ضاعت من فرص رغم أن كان فيها جوانب جيدة – مثل حرصك على التزود بالعلم الشرعي، ومساعدة الوالد – كل ذلك من الأعمال الإيجابية، الشيطان يحاول أن يذكرك ليحزنك، فإذا ذكرك بما مضى فاشتغلي بطاعة الله، واعلمي أن هذا العدو يحزن إذا تبنا، يندم إذا استغفرنا، يبكي إذا سجدنا لربنا، فعاملي عدونا بنقيض قصده، وتوكلي على الله وأبشري بالخير، ونكرر الترحيب بك في الموقع، ونسأل الله أن ييسر أمرك، ويفرج كربك، ويرزقك من حيث لا تحتسبين، ويقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات