السؤال
السلام عليكم
أنا شاب اسمي محمد، من العراق، عندي الكثير من المشاكل، فمنذ كان عمري 15 سنة، أحببت بنتا من أقربائي لكني تجاهلت هذه المشاعر، وقلت في نفسي يمكن أن تكون وساوس، أو شيئا غيره، واستغفرت ربي لهذا الشعور، لكنه بدأ يزعجني ويأكل عقلي كثيرا، وهذا الفتاة لا تعرف أني أحبها، وكلما حاولت فتح الموضوع مع الأهل أحس أن لساني مخيط، وأخاف في نفس الوقت أن أخسرها، وقلت في نفسي إنه إذا خسرتها سألتحق بالجيش وأستشهد، فما هو الحل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك ابننا الكريم في الموقع، نشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يوفقك وأن يصلح الأحوال، وأن يهديك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو، وأن يصرف عنك سيئ الأخلاق والأعمال، فإنه لا يصرف عن سيئها إلا هو.
لا شك أن هذه الفكرة التي تجول بخاطرك بخصوص هذه القريبة ينبغي أن تخرجها على الأقل للوالدة، وتتشاور معها حول هذا الموضوع، ومعلوم أن الأسر في مثل هذه الأحوال يمكن للوالدة أن تكلم والدك، وأن تقول: (ابننا له رغبة في فلانة عندما ينتهي من الدراسة)، وهذا معروف بين العوائل والأسر والجيران، وعند ذلك ستتوقف الأمور وسيرجعون إليكم عندما يطرق الباب طارق.
أما السكوت بالطريقة المذكورة فليس فيه مصلحة؛ لأننا أيضا لا نعرف إلى الآن هل الفتاة أيضا تشاركك هذا الميل وتشاركك هذه الرغبة؟ هل الفتاة مرتبطة بغيرك أم لا؟ حتى لا يكون الانتظار في غير محله، ولكننا أيضا نرفض أن تحاول الانتحار أو تحاول الدخول في مشكلة إذا لم يتيسر لك الارتباط بالفتاة المذكورة، فالفتيات غيرها كثير، وكثيرا ما يكون أيضا الميل والإعجاب من جانب واحد، وقد تكون هناك عوائق لا تتم لأجلها هذه العلاقة.
لذلك أرجو أن تدرك أن نفسك غالية، وأن الإنسان ينبغي أن يفكر بطريقة صحيحة، وأن الإنسان لا يستطيع أن يبني مثل هذه العلاقة إلا برضا الطرفين وقبول الشريكين. نسأل الله أن يوفقك للخير.
وننصحك بأن تشغل نفسك بإعداد نفسك وتجهيزها بالدراسات والشهادات والعمل والوظائف؛ لأن الزواج أيضا يحتاج إلى نوع من الاستعداد الذي ينبغي للإنسان أن يهتم به، ونحن نشكر لك تجاهلك لتلك الأفكار حتى يأتي وقتها الصحيح، ونكرر دعوتنا لك بإخبار أحد أفراد أسرتك، ورشحنا لك الوالدة، ولا مانع أيضا من إخبار الوالد، المهم الأقرب منهم إليك، تذكر له ما يجول في خاطرك، فإنك لن تعدم عنده النصيحة.
ولا مانع أيضا من البحث عن عمل مناسب، والعمل في الجيش، الإنسان عندما يذهب للجيش يعمل ليخدم البلد، فإن جاءه الاستشهاد بعد ذلك فليكن، فهي رغبة عالية، وطموح كبير أيضا يقصده الإنسان، أما أن تجعل رفض الفتاة أو ضياع الفتاة هو السبب في الذهاب لعمل معين حتى تنال الاستشهاد فهذا ما لا نريده، ونؤكد أن الإنسان ينبغي أن تكون له أهداف كبيرة في هذه الحياة، والمؤمن ينبغي أن يدرك أنه خلق لغاية عظيمة، هذه الغاية في قوله تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.