السؤال
السلام عليكم.
حالتي النفسية سيئة، وكنت أتعالج من الاكتئاب؛ لأني مررت بظروف صعبة وتحمل مسؤولية فوق طاقتي، وشعرت باليأس والاكتئاب والإحباط، وكرهت كل شيء حتى كرهت التعامل مع والدي، والآن لا أطيق التعامل معهما وأضغط على نفسي لكي أكون رحيمة في طريقة كلامي أو تصرفاتي معهما، ولكن لا أستطيع الحفاظ على نفس الوتيرة في أغلب الأوقات، وأمي تدعو علي وتغضب مني بسبب أي تقصير، إذا لم يكن باستطاعتي جسديا أو نفسيا أن أرفض فعله أو تأجيله، مثل أعمال البيت وغيره من طلبات.
جربت أن أكتم مشاعر الكراهية نحوهما، وأبرهما كما أمر الله، ولكني لا أستطيع فعل هذه المعادلة، وتزداد نفسيتي سوءا كلما حاولت التصرف عكس مشاعري، أريد هجر البيت والدنيا كلها، وأكون لوحدي بعيدة عن كل المشاكل، سواء اجتماعية أو عاطفية أو نفسية أو عملية، ولا أستطيع إنجاز شيء في حياتي حتى العملية، وأصبحت أميل للوحدة والعزلة بشكل كبير، كيف أتعامل معهما بالحسنى وأبرهما وأنا لا أشعر بذلك؟ أرجو نصحي بطرق أجربها حتى لاتؤذيني نفسيا أكثر من ذلك.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورهان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أختي الكريمة: يقول الله تعالى: [وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهمآ أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما* واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا* ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا]، هل يوجد أبلغ من هذا القول قولا للحث على بر الوالدين؟ لذا ما عليك اتباعه هو:
- احتواء والديك، وأن تكوني صبورة، وتراعي المرحلة العمرية التي يمران بها.
- إعادة تنظيم شؤون حياتك فيما يخص: وقتك، وعاداتك اليومية، وتعاملي مع الظروف حسب الأولوية من المهم إلى الأقل أهمية.
- ابتعدي عن كل ما يغضبهما من قول أو فعل، وتجنبي كل المواقف التي قد تشعل الخلاف بينك وبينهما، لذا أنت بحاجة إلى التفكير في كل موقف سيتعرضان له، أو نقاش قد يثار بينكم.
- شاوري والديك بما تنوين القيام به، ولا تجعليهما يتلقيان تعليماتك وكأنك أنت من الذي يقرر شؤون حياتهما.
- الصبر والحكمة، يجعلانك أكثر ارتياحا في التعامل مع والديك، وهذا يعني التفكير قبل الحديث معهما، أو إخراج الكلمات التي قد تؤذي مشاعرهما، والحكمة في إدارة شؤونهما، بحيث يرضيان عنك، وبنفس الوقت لا تتأذين أنت نفسيا.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.