السؤال
السلام عليكم
أود أن يطلع على استشارتي متخصص في فقه الغربة والأقليات.
سيدي، هاكم تساؤلاتي أحكيها لكم من بلاد الفتن باريس، جئت إلى باريس طالبا للعلم ثم طالبا للقمة العيش، أبلغ من العمر 28 سنة، نهجت مع نفسي سياسة الصوم، وهو دواء ونعم الدواء، غير أنني بدأت التفكير جيدا في الزواج مخافة أن أقع في الحرام حيث عم الفساد في البر والبحر.
تعرفت على فتاة بنية الزواج لا أراها إلا لماما، فلم أكن أفضل هذه الفكرة، حيث كنت أخاف أن أضيع ديني من حيث لا أدري، لكن في المقابل كنت أتكلم معها لساعات طوال عبر الهاتف، فكان الكلام في الغالب يدور حول الالتزام حيث كان الإسلام بالنسبة لها (هذا حرام وهذا حلال) فحاولت أفهمها أن إسلامنا دين حياة، لكن كل هذا كان يدور في حدود الأدب والاحترام والذوق العام.
كانت هذه هي الوسيلة الوحيدة المتاحة لنا، فأنا لا أعرف أهلها ولا هم يعرفونني، فلو قالت لأهلها أن أهلي ليسوا بفرنسا فسيكون طلبي مرفوضا من البداية، فهم يريدون تزويجها لمولود في هذه البلاد.
حاولت الفتاة تسريب اسمي لجس نبض أمها فكان اللفظ غير صريح، ولكن غامضا ففهمت أنه الرفض لمجرد أنني طالب، بدون السؤال لا عن أخلاق ولا عن دين، وذلك ما حز في نفسي، قلت لها: (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى)، وقلت لها: أن الأمر انتهى والسلام، فقالت أنها كانت تسأل عن أحوالك، فقلت: كان كلاما عابرا، إذن الشطر الأول هو عائلتها التي تضع مقاييس للزواج ما أنزل الله بها من سلطان، فأين الحل؟
الشطر الثاني يتعلق بالفتاة، فهي تريد التعرف علي أكثر كشرط أول للزواج، فأفهمتها أن الحب قبل الزواج إنما هو استدراج من الشيطان، لكن تساؤلها هو أنها تخاف أنه ما إذا تم الزواج ولم تكن لها القدرة أن تحبني، فهي مترددة كثيرا في هذا.
الشطر الثالث: إذا ما تم المطلوب، هناك بعض التساؤلات، لا أقول أنني متيسر ماديا ولكنني أعمل بجد ومجتهد، وأخاف ألا أكون في مستوى تطلعاتها، على الرغم من أنني أفهمتها كل هذا إلا أن المرأة بطبعها تميل إلى الزينة وما شابه ذلك، استخرت الله كثيرا فمرة ينقبض صدري ومرة ينشرح فلا أدري ما هذا؟
إذن لا أدري أأستمر في مكالمتها عبر الهاتف حتى يأتي والداها من الحج وأتقدم لخطبتها، أم أقطع الاتصال بها ما دام يلوح من لدن عائلتها الجواب بالرفض على حد استنتاجي.
بارك الله فيكم وسدد خطاكم.