السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عمري 16 سنة، وأشعر أن حياتي ليست حقيقية، أشعر أن هذا الجسم ليس لي، كأن حياتي والأشخاص الذين أعرفهم ليسوا إلا مجرد تخيلات، أو أنني ميت، هذا الشعور منذ شهور، ولقد أتعبني.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عمري 16 سنة، وأشعر أن حياتي ليست حقيقية، أشعر أن هذا الجسم ليس لي، كأن حياتي والأشخاص الذين أعرفهم ليسوا إلا مجرد تخيلات، أو أنني ميت، هذا الشعور منذ شهور، ولقد أتعبني.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ابني العزيز: من خلال وصفك المبدئي لحالتك، يبدو أنك تعاني من اضطراب الأنية، اغتراب الشخصية، حيث يشعر فيه الشخص بأنه منفصل عن جسده وأفكاره والبيئة والناس المحيطين، وهذا الاضطراب يؤدي إلى اضطرابات في الذاكرة والوعي والإدراك والشعور والهوية، وأن الأشياء من حولك غير حقيقية، وهذا قد يولد لديك مشاعر مزعجة للغاية، ويشعرك أنك تعيش في حلم، إلا أن الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب لا يفقدون اتصالهم بالواقع، حيث أنهم يدركون أن تصوراتهم الغريبة غير حقيقية، وقد يكون اضطراب الأنية من أعراض اضطرابات أخرى، بما في ذلك أمراض الدماغ واضطرابات النوبات (seizure disorders).
السبب الدقيق لاضطراب اغتراب الشخصية ليس معروفا بشكل تام، وقد يصبح بعض الناس أكثر تعرضا للإصابة باغتراب الشخصية من الآخرين، وربما كان ذلك بسبب عوامل وراثية أو بيئية، وترتبط أعراض اضطراب اغتراب الشخصية بصدمة في الطفولة أو خبرات أو أحداث أخرى تسببت في توتر أو صدمة انفعالية شديدة، بناء على ذلك، فمراجعة الطبيب النفسي هو الحل الأمثل في مثل حالتك، والطبيب قد يثبت أو ينفي إصابتك باضطراب اغتراب الشخصية، بناء على الفحص الجسمي، وطلب عمل فحوصات مخبرية إضافة إلى التقييم النفسي الشامل لحالتك.
ويتضمن العلاج النفسي مجموعة من الجلسات العلاجية، والأدوية النفسية لاستعادة التوازن الكيميائي للدماغ، وفهم سبب الإصابة باغتراب الشخصية، والتعرف على الأساليب التي تشتتك عن الأعراض، وتجعلك تشعر بأنك متواصل مع عالمك ومشاعرك تواصلا أكبر، والتعرف على استراتيجيات التأقلم للتعامل مع المواقف العصيبة وأوقات الإجهاد الشديد، ومعالجة المشاعر المرتبطة بصدمة واجهتها من قبل قد تكون سببت لك اضطرابا نفسيا مثل القلق أو الاكتئاب.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.