تعبت من مرض الوسواس وآثاره.

0 38

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب، عمري 26 سنة، أعاني من وسواس المرض، ونوبات الهلع منذ 5 سنوات، ولكن حالتي ازدادت سوءا منذ سنة.

أعاني من ضيق في التنفس عند الكلام، وقلة في النوم، وتعب وأشعر كأن جسدي مضغوط، كنت أذهب لفحص ضغطي فيكون متذبذبا (150/94) مثلا، ومن ثم ينخفض إلى الطبيعي (120/80).

في السابق كنت أخاف من الضغط، حيث كان ضغطي منخفضا دائما، وهذا الشيء أقلقني أكثر، ذهبت إلى الأطباء، وعملت جميع الفحوصات، تخطيط للقلب وإيكو، جميع فحوصات الدم والأكسجين وغيرها تبين أنها مشكلة نفسية وليست جسدية، وكان يصيبني خوارج انقباض، وأنا غير مقتنع.

وعندما أفحص الضغط أخاف كثيرا كأني أرى شيطانا أمامي، لهذا السبب يكون مرتفعا وينخفض عندما أهدأ، فحلفت يمينا أن لا أذهب لقياس ضغطي أبدا مهما شعرت بأعراض، وتناولت دواء سيابرام وزيلاكس ولكن شعرت بأعراض كأن قلبي يكاد أن يتوقف، وذهبت فورا للمستشفى، أخبروني أنه لا يوجد شيئا بقلبي وأنه مجرد خوف وخفقان فقط.

الآن أريد نصيحتكم لحالتي التي تزيد سوءا، علما أنني مقبل على الزواج وهذا يخيفني أكثر، وأعتذر على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ qais حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الواضح أن حالتك مرتبطة بوسواس المرض وبنوبات الهلع التي تعاني منها؛ مما يؤدي إلى الخفقان والتوتر، واحمرار الوجه، والرعشة، وارتفاع ضغط الدم ارتفاعا مؤقتا بسبب الخوف، وبسبب زيادة إفراز هرمون أدرينالين، وهو الهرمون النشط في الجهاز العصبي السيمبثاوي (sympathetic nervous system)، والذي مع استثارته يؤدي إلى زيادة إفراز هرمون أدرينالين وبالتالي يحدث الخفقان والرعشة والقلق.

وما يهم في الأمر أن تعرف أن قلبك في مثل سنك سليم، وأن ضغط الدم لديك طبيعي، والارتفاع المؤقت لا يمثل ارتفاعا مزمنا في الضغط، ولا يوجد لديك أمراض عضوية، والأمر كما قيل لك نفسي وليس عضويا، وما حدث هو اضطراب في مستوى الهرمون الموصل العصبي بين خلايا الجهاز العصبي في المخ وخارجه وهو هرمون سيروتونين، وضبط مستوى ذلك الهرمون يعالج الكثير من الأمراض النفسية مثل الوسواس، والخوف المرضي، ونوبات الهلع، والتوتر والقلق، والاكتئاب.

ولا مانع من زيارة طبيب نفسية وعصبية لفهم طبيعة تلك الأمراض وكيفية التعامل معها بمزيد من التحليل، ويسمى ذلك بالعلاج المعرفي والسلوك؛ مما يساعد في رفع وضبط مستوى تلك الهرمونات بشكل طبيعي، والحرص على ممارسة رياضة المشي يوميا مدة لا تقل عن ساعة.

مع أهمية غذاء الروح كما نغذي الجسد من خلال الصلاة على وقتها، وبر الوالدين، وصلة الرحم، وقراءة ورد من القرآن، والدعاء والذكر؛ كل ذلك يحسن الحالة المزاجية ويصلح النفس مع البدن، ومن المهم الحصول على قسط كاف من النوم ليلا، مدة لا تقل عن 6 - 7 ساعات، مع ساعة قيلولة ظهرا.

ولا مانع في حال اضطراب النوم وعدم أخذ قسط كاف منه من تناول حبوب (ميلاتونين 5 مج) قبل موعد النوم بساعة لعدة أسابيع؛ مما يساعد في النوم العميق، ويقلل من الأرق، كما أن الدواء مادة طبيعية وليست كيميائية ولا تؤدي إلى ضرر أو مضاعفات جانبية.

والعلاج الدوائي لأمراض التوتر والقلق والخوف المرضي والاكتئاب من خلال تناول: (Citalopram) الذي وصفه لك الطبيب والأفضل منه هو (escitalopram) أو حبوب (cipralex 10 mg) التي تساعد في ضبط مستوى هرمون سيروتونين في الدم، وتحسن الحالة النفسية والمزاجية حيث نبدأ بجرعة 10 مج لمدة شهر ثم جرعة 20 مج لمدة 10 شهور ثم جرعة 10 مج مرة أخرى لمدة شهر ثم تتوقف عن العلاج، وهناك بديل جيد، وهو كبسولات (بروزاك prozac) يمكنك تناول جرعة 20 مجم لمدة شهر ثم 40 مجم لمدة 10 شهور ثم العودة لجرعة 20 مج لمدة شهر ثم التوقف عن تناول تلك الأدوية.

مع الأهمية الكبرى لأخذ حقنة فيتامين (D) جرعة 600000 وحدة دولية، ثم تناول كبسولات فيتامين (D ) الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعيا لمدة 12 أسبوعا، ولا مانع من أخذ حقن فيتامين المغذية للأعصاب، والمقوية للدم (B12) في العضل كل أسبوع حقنة واحدة، جرعة 1 مج عدد 6 حقن، مع ضرورة تناول كبسولة فيتامينات مثل رويال جلي أو غيره، والحرص على التغذية الصحية الجيدة.

وفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات