السؤال
السلام عليكم.
أم ابني مريضة نفسيا وحقودة ولا تتفاهم، بل تحاول توريطي هي وعائلتها، كيف أتعامل لكسب ابني؟
السلام عليكم.
أم ابني مريضة نفسيا وحقودة ولا تتفاهم، بل تحاول توريطي هي وعائلتها، كيف أتعامل لكسب ابني؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ السعداوي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
فإن الطلاق أبغض الحلال، وهو مما يفرح عدونا الشيطان، ويؤسفنا أن نقول: إن معظم من يطلق لا يراعي مصلحة الأطفال، بل إن بعض الأمهات لا هم لها إلا غرس العداوة بين الأبناء ووالدهم، وهي بذلك تدفعهم إلى الشر وسوف تدفع الثمن غاليا؛ لأن الجزاء من جنس العمل ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، (( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ))[الشعراء:227].
ونحن ننصحك أولا بأن تتقي الله ولا تقابل السيئة بمثلها، وعندما تقابل ابنك اطلب منه أن يكون بارا لأمه مطيعا لربه، فإن العاقبة سوف تكون في صالحك، وغدا سيبدأ الطفل في مرحلة الفهم والإدراك وعندها سيعرف الناصح من غيره، ثم إنني أدعوك إلى أداء ما عليك من التزامات، ولا يحملك سوء معاملة المطلقة وأهلها على التقصير في حق ولدك.
واحرص على ستر عيوب المرأة وإن تكلمت عنك بالشر؛ فإن نشر قالة السوء عنها يؤثر على سمعة ولدك ومستقبله، ويحملها وأهلها على مزيد من العناد والمكابرة، وأرجو أن تعلموا أن شريعتنا العظيمة أرادت للحياة الزوجية أن تكون مودة ورحمة ووفاء وصدقا، فإن تعذر ذلك وتعسر فالحل في الفراق والتسريح بإحسان، فقال سبحانه: (( فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ))[البقرة:229]، والتسريح بالإحسان هو الفراق الذي لا تتلوه فضائح وهتك للعورات وإشعال لنيران العداوات، ونحن ندعوا كل من يريد أن يطلق أن يفكر مرات بعد الألف مرة وأن يتأمل ويتفكر في مصير أطفاله ومستقبلهم.
وإذا أحسنت لطفلك وأديت واجبك فإنه سوف يحبك عاجلا أو آجلا، ولست أدري ما هو عمر الابن، ولا متى حدث الطلاق، ولكني أظن أن الأمور سوف تتغير مستقبلا بإذن من يقول للشيء كن فيكون، ولا يخفى عليك أن المرأة تتأثر جدا بخراب بيتها وفراق زوجها، ويؤسفنا أن نقول: إن في الناس من يحرضها على الشر والعدوان، فقدر ظرفها والتمس لها الأعذار، ومنك تنتظر المواقف الجميلة التي يبرز فيها جانب من الخوف من الله؛ فإن الرجل يحتكم في الغالب إلى عقله وليس إلى العاطفة ولا يتعامل بردود الأفعال.
ونسأل الله أن يصلح الأحوال.