السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عندي سؤالان أتمنى الإجابة عليهما إجابة شافية، الحمد لله حفظت القرآن عن ظهر غيب قبل عدة أشهر، ولكنني أتكاسل عن مراجعته، فبماذا تنصحونني؟

السؤال الثاني: كيف الخلاص من الهاتف هذا؟ أصبحت مدمنا عليه بشكل فظيع، أنام وهو بيدي، وأصبح وهو بيدي، أهملت دراستي، وأهملت الرياضة، فما تراني إلا في فراشي عاكفا عليه، فبماذا تنصحونني؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عابد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي العزيز: بداية هنيئا لك حفظك لكتاب الله، ويقول الله تعالى: (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر) [القمر: 17]. هذه الآية تؤكد أن القرآن ميسر لكل من أحب أن يتذكر، وتيسير القرآن يشمل تلاوته وحفظه وفهمه وتدبره وعجائبه.

فيما يلي إرشادات عملية لكيفية المراجعة والمحافظة على حفظ كتاب الله:
- عندما يحفظ الإنسان فالمعلومات تنتقل من الذاكرة قصيرة المدى إلى الذاكرة طويلة المدى، ولكن إذا لم تتم مراجعتها، فإنها تنسى ولكن ليس تماما، فعند تكرار مراجعتها فالشخص يعود ويتذكرها بشكل أسرع، لذا إحرص يوميا لتخصيص وقت محدد وليكن بالليل قبل النوم لمراجعة السور الكريمة من القرآن الكريم.
- حاول سماع السور القرآنية عن طريق اليوتيوب، وأنت في البيت، أو في الطريق إلى الجامعة.
- اقرأ ما حفظته من آيات أثناء صلاتك، وهنا نتذكر قول الله تبارك وتعالى يأمر حبيبه محمدا -صلى الله عليه وسلم- بقيام الليل والإطالة في الركعات: (ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) [الإسراء: 79].

أما بالنسبة لإدمانك على الهاتف، ننصحك بما يلي:
- ضع هاتفك في مكان بعيد عن متناول يدك، وفي الأثناء عليك أن تؤدي أي نشاط، مثل الجلوس مع العائلة، قراءة كتاب.
- جرب ترك الهاتف في البيت عندما تود الذهاب في مشوار لا يستغرق ساعات طويلة، مثل زيارة أحد الأقارب.
- أوقف الإنترنت في هاتفك أثناء فترة عملك، وابق على الاتصال فقط.
- حدد أكثر مواقع التواصل الاجتماعي تدخل عليه باستمرار واعمل على تقليل هذه المدة بالتدريج.
- قوم بحذف جميع الحسابات والمتابعات غير المهمة، لأنها تأخذ من وقتك عند النظر إليها، وابق على الصفحات والأشخاص والحسابات التي تهمك وتثير اهتمامك، أو ما يهمك معرفة أخبارهم باستمرار مثل الأقرباء والأخوة والصديقات.
- حدد ساعة معينة قبل نومك بساعة تتوقف فيها عن مسك الهاتف المحمول والدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي، ولتكن مثلا الساعة العاشرة ليلا، إذا كنت تذهب إلى النوم الساعة الحادية عشر، ولا تنم والهاتف بجانبك.
- مارس هواياتك المفضلة دون استخدام الهاتف.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.