السؤال
السلام عليكم.
أخي عمره 11 سنة، أصبح يلعب ببجي وتعلم من الأشخاص الذين يلعب معهم كلمات نابية جدا، وصار يستخدمها كثيرا حتى مع أبي وأمي، حاولنا أن نصده عن ذلك، بأن نتكلم معه ونوضح له أن هذا الفعل سيء، ولكنه لم يستجب، ووالدي عندما يعلم أنه يستخدم هذه الكلمات يضربه، ولكنه يعود. ماذا يجب أن نفعل ليترك ذلك؟ مع العلم أنه الآن لا يلعب ببجي إلا نادرا، ولكنه مستمر في السب والكلام البذيء جدا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وجد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك أجمل ترحيب.
بنيتي: للأسف الشديد لقد أضحت هذه اللعبة حديث الناس وشغلت معظمهم لدرجة أن منهم من أدمن عليها، وتغلب السلبيات على هذه اللعبة عند كثرة الجلوس عليها، إذ أنها تجعل الطفل يعيش الحرب فعليا وقد يتأثر بالعنف والوحشية تأثرا بنسب مختلفة، وذلك حسب قدرة الطفل على الفصل بين الواقع والخيال، فهناك نظرية سلوكية في علم النفس تسمى " التعلم بالمشاهدة"، حيث يمكن أن يتحول ما يشاهده الطفل مع مرور الوقت إلى جزء من قناعاته بدون أن يدرك ذلك، وتصبح هذه القناعات بعد ذلك سلوكيات متكررة، فلذلك فإنه قد يتشبع بالنموذج حتى يصبح مثله، وكما أن مثل هذه الألعاب تعزز مفاهيم وسلوكيات خاطئة عند الطفل مثل: الانتقام، وأن القوي يضرب الضعيف، والاعتداء على الآخرين، وكلها تصبح مبادئ تستقر في داخل الطفل حتى تصبح جزءا منه.
عدا عن الإنطوائية وعدم القدرة على التواصل الاجتماعي مع من حوله، وعلى مهاراته الذهنية، وتعلم الكلمات البذيئة من اللاعبين الذين يجتمعون من بيئات ومستويات مختلفة، وطبعا التحدث عن هذه السلبيات في حال لم يكن هناك تنظيم للوقت في استخدامها، لذلك فإنه من المهم جدا تنظيم وقته عند اللعب بهذه اللعبة بما أن الخطر يكمن في الإدمان وليس باللعب بحد ذاته، فتحديد ساعة واحدة على الأكثر في اليوم أمر طيب، بالإضافة إلى إشغال وقته بأشياء مفيدة مثل: ممارسة الرياضة أو الهوايات التي يحبها أخوك.
وهذه بعض الارشادات غاليتي:
- حاولوا أن تشاركوه هذه اللعبة واجعلوا أنفسكم جزءا من عالمه، وناقشوا معه جوانب مختلفة من اللعبة وبهذه الطريقة بإمكانكم توجيهه تربويا بالشكل الصحيح.
- حددوا له أوقاتا ثابتة ومقيدة للعب وضعوا شروطا ومبادئ ثابتة حتى يلتزم بها، كعدم الصراخ والشتم وعدم ذكر الكلمات البذيئة، وإن حصل ذلك فإنه سيحرم اللعب قي هذا اليوم، أو ضعوا له سلسلة اجراءات متنوعة ستطبق عليه في حال خالف هذه المبادئ.
- حثوه على المشاركة في الأنشطة البدنية الأخرى، أو كبعض الأنشطة والهوايات، أو الخروج مع الأصحاب، أو قراءة القصص المحببة إليه.
- ذكر سلبيات كثرة اللعب بهذه اللعبة.
- تشجيعه من قبل الوالد للذهاب معه إلى المسجد، وإذا أمكن المشاركة في دورة لتحفيظ القرآن الكريم.
تمنياتي لك بالتميز والتفوق الدراسي.