أشكو من التوتر والقلق عندما أتحدث أمام الناس.

0 15

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة في الرابعة والعشرين من عمري، أدرس الماجستير وأعاني من التوتر الشديد (تسارع ضربات القلب، ورجفة، وتقطع بالصوت) عندما أتحدث أمام جمع من الناس، ولكن ذلك يحصل اذا كنت على علم مسبق بأني سأتحدث أمام الناس، وحضرت نفسي لذلك، ولكن مثلا إذا سألني الأستاذ بالجامعة سؤالا مفاجئا لا أتوتر، وأجيب بكل أريحية إذا كنت أعلم الإجابة، وإذا لم أكن أعلم أعتذر أيضا بكل أريحية.

كما أن لدي أصدقاء علاقتي بهم ممتازة، ولم أكن يوما انطوائية، بل على العكس كنت بالمدرسة ذات شعبية، وعلاقتي بأقاربي جيدة.

أنا لا أحب التحدث كثيرا بطبيعتي، وليست لدي مشكلة في ذلك، ولكن مشكلتي كما ذكرت باحمرار الوجه ورجفة الصوت، وحتى صعوبة التنفس عند تقديم عرض مثلا أمام الطلاب (إذا كنت على علم مسبق كما ذكرت مسبقا)، وخصوصا أنني أدرس الآن الماجستير وأحتاج للتحدث أمام الطلاب دائما، وقد قرأت في موقعكم عن دواء زولوفت، ولكن لا أعلم ما الجرعة المناسبة؟ وهل أحتاج إلى جرعة أصلا؟

أرجوك ساعدني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

أنا لا أعتقد أنه لديك مشكلة رهاب اجتماعي حقيقي، مشكلتك هي ما نسميه بالقلق الاستباقي أو القلق التوقعي، يعني: كما تفضلت إذا كنت تعرفين سلفا أنك سوف تواجهين عددا من الناس وستقومي بتقديم (Presentation برزنتيشن) مثلا أمامهم، ففي هذه الحالة قد تحسين بالأعراض الجسدية للرهاب وللخوف، وهي تسارع في ضربات القلب والرجفة وتقطع الصوت، علما بأن هذه الأعراض مبالغ فيها، ليست بالشدة التي تتصورينها أبدا، الرجفة قد تكون موجودة، لكن بسيطة جدا ولا تلاحظ، وكذلك تقطع الصوت.

إذا أرجو أن تصححي مفاهيمك، أنت مقتدرة، القلق الذي يأتيك اعتبريه قلق أداء وليس قلقا توقعيا يتحول إلى رهاب، وأريدك أن تدربي نفسك كثيرا على هذه المواجهات، دربي نفسك على المواجهة في الخيال، تصوري أنك سوف تقدمين محاضرة لعدد كبير من الناس، وكان من بينهم بعض الأساتذة، عيشي هذا الخيال على الأقل لمدة ربع ساعة، سيكون مفيدا لك جدا.

والحمد لله تعالى أنت لك تواصل اجتماعي ممتاز، شخصيتك ليست شخصية رهابية، وهذا أمر جيد جدا.

الشعور باحمرار الوجه دائما أمر مبالغ فيه، نعم مع بدايات القلق ينشط الجهاز العصبي اللاإرادي ويحدث إفراز زائد لمادة الأدرينالين، وهذا يؤدي إلى زيادة في ضخ الدم من القلب، وبما أن الوجه به شعيرات دموية سطحية فقد يظهر شيء من الاحمرار البسيط، ولا يظل لفترة طويلة، بل لمدة ثواني أو دقيقة أو دقيقتين وليس أكثر من ذلك، وبعد ذلك يختفي. فتجاهلي هذا الموضوع.

أريدك أن تطبقي تمارين استرخاء، تمارين الاسترخاء مفيدة جدا، (تمارين التنفس المتدرج، تمارين قبض العضلات وشدها ثم إطلاقها، تمارين التأمل، تمارين الاستغراق الذهني)، هذه كلها تمارين ممتازة، إذا دربك عليها أحد الأخصائيين النفسيين فهذا أفضل، وإن لم تستطيعي الذهاب إلى مختص نفسي يمكنك أن تستفيدي من بعض البرامج الجيدة الموجودة على اليوتيوب.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا لا أعتقد أن حالتك تتطلب الزولفت، تتطلب فقط أحد كوابح البيتا، عقار مثل الـ (إندرال Inderal) والذي يسمى علميا (بروبرانولول Propranolol) جيد جدا لمثل هذا النوع من القلق، تناوليه بجرعة عشرة مليجرام صباحا ومساء لمدة شهر مثلا، ثم عشرة مليجرام صباحا لمدة شهر، ثم بعد ذلك يمكنك أن تتوقفي عن تناوله.

والبعض يتناول الإندرال ساعة إلى ساعتين قبل وقت المواجهة، هذا أسلوب أيضا ليس سيئا، لكن أنا أعتقد من الأفضل أن تجربيه لمدة شهرين، وإذا لم تتحسني بصورة واضحة بعد ذلك يمكن أن نفكر في إضافة الزولفت أو السبرالكس أو الزيروكسات، كلها أدوية طيبة وجميلة، لكن أنا أظن أن علاجك في المقام الأول هو علاج سلوكي:

تحقير فكرة الخوف، دائما تذكري أنك صاحبة مقدرات، ودائما تذكري أن ما يحدث لك من تسارع في القلب هو من أجل الاستعداد ومن أجل المواجهة حقيقة، وليس كله أمرا سيئا. كذلك أريدك أن تقومي ببعض التمارين في الخيال أو ما نسميه بتمارين المواجهة في الخيال.

أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات