وسواس الموت والتفكير به يؤرقني ولا يفارقني!

0 17

السؤال

التفكير بالموت دائما معي في كل لحظة، ويسيطر على كل فكري، وأنا مؤمن تماما بأنه لا يعلم الغيب إلا الله وحده لا شريك له، لكن هذا التفكير معي دائما، ولما أنام لو استيقظت في منتصف الليل يبدأ معي التفكير لدرجة عدم القدرة على النوم مرة أخرى، والتفكير يكون بكل صور التفكير التي لا تتخيل.

مع العلم أني لا آخذ أي أدوية نفسية، وقد كشفت وكتب لي الدكتور أدوية ولم آخذها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

الخوف من الموت لا يتطلب تناول أدوية قطعا.

هنالك نوعان من الخوف: الخوف المرضي، والخوف المحمود، الخوف المحمود هو الذي يجعل الإنسان يتذكر الموت، ويسعى لما بعد الموت، بأن يحسن عمله، يتقي ربه، ويعيش الحياة بقوة، ويعيش الحياة بأمل وبرجاء، وكد وجهد، ويكون مفيدا لنفسه ولغيره، ويسأل الله دائما أن يحسن خاتمته، هذا خوف محمود وغير مرفوض.

أما الخوف المرضي فالإنسان الذي تجده يتكلم عن الموت ويخاف من الموت ويريد عمره أن يطول بأي طريقة كانت دون تفكير في ما بعد الموت، أو إن فكر فيه لا يفكر فيه بصورة جدية، وتجده يتنقل من طبيب إلى طبيب، ومن فحص إلى فحص، كأن الفحوصات أو الأطباء سيطيلون في عمره، هذا خوف مرضي، وعلى صاحبه أن يحقره وينتقل إلى الخوف المحمود.

فيا أخي الكريم: أريدك ألا تكون على هذه الشاكلة، وأن يكون خوفك من الموت خوفا محمودا، وأن تقوي حقيقة الخوف المحمود من خلال القناعة التامة أن الأعمار بيد الله تعالى، وأن الإنسان قد كتب أجله وهو داخل رحم أمه، فإذا لا نستطيع أن نغير أي شيء عن حقيقة الموت، لا مكانه، ولا مواعيده، ولا كيف يتم، لكن الله تعالى أوضح لنا بصورة جلية من الكتاب والسنة أن نسعى لأن نعيش الحياة بصورة طيبة وبصورة جيدة وبصورة مفيدة، وقطعا المؤمن الكيس الفطن يسعى ألا يأتيه الموت وهو متلبس بالآثام والذنوب.

هذا هو الذي أريد أن أذكره لك – أخي الكريم – وأنا على ثقة أنك والحمد لله على دراية بذلك، وأنك شخص كيس وفطن، وإن شاء الله تعالى خوفك لا يكون خوفا مرضيا، هذه ناحية.

إذا تصحيح المفاهيم والأفكار والسعي والعمل على ما يقتضيه الخوف المحمود هو الذي سوف يزيل منك الخوف من الموت.

وأريدك أيضا أن تكون شخصا فاعلا في الحياة: أن تمارس الرياضة، أن تحسن إدارة وقتك، أن تتواصل اجتماعيا، أن تقرأ، أن تطلع، تنضم لجمعيات ثقافية، إلى جمعيات اجتماعية، تكون بارا بوالديك، يكون لديك مشروع في الحياة، وتطور نفسك في مهنتك وفي عملك.

أخي الكريم: ممارسة الرياضة مهمة، وممارسة التمارين الاسترخائية أيضا مفيدة جدا، هنالك تمارين الاسترخاء العضلي والاسترخاء البدني والاسترخاء التنفسي والاسترخاء النفسي، كلها موجودة، فيمكن أن تطلع على أحد برامج الاسترخاء على اليوتيوب، وتستفيد من أحد هذه البرامج بعد أن تطلع عليه وتطبقه على أفضل وجه.

أكرر مرة أخرى: أنت لا تحتاج لأي علاج دوائي؛ لأنك أصلا لست مريضا.

وللفائدة راجع الاستشارات المرتبطة: (2181620 - 2250245 - 2353544 - 2419484).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات