السؤال
السلام عليكم
أعاني منذ عشر سنوات من حركة لا إرادية في الجفون، وهي عبارة عن قفل العين بشدة وفتحها مرة أخرى، وهي حركة متكررة جدا، ذهبت للعديد من أطباء العيون بلا جدوى، وذهبت لطبيبة أمراض عصبية ونفسية، وقمت بعمل أشعة على المخ لاستبعاد أي أسباب عصبية، وكانت نتائج الأشعة سليمة.
وقالت الطبيبة: بأن السبب نفسي، ومنذ أكثر من 7 شهور وأنا أتناول أدوية مضادة للتوتر (اندرال 10/ وamitriptine 50) حتى الآن بلا جدوى، وأصبحت حزينة جدا بسبب أني لا أتمكن من العلاج، كما أنني أتعرض لنظرات الناس المحرجة، وأصبح عندي أطفال أخاف عليهم من أن يصبحوا مثلي.
وجزاكم الله كل الخير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Tota حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
نسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.
مثل هذه الحركات الرتيبة تكون مرتبطة بشيء من الوساوس، أو هكذا أدرجها العلماء كنوع من أنواع الوساوس، وكثيرا ما تكون أيضا مرتبطة بالقلق النفسي.
طبعا أهم علاج هو التجاهل، فالتجاهل مهم جدا لهذه الحركات الطقوسية الرتيبة، وأيضا على مستوى التفكير كأن تقولي: (بدل أن أقفل العين بشدة وأفتحها مرة أخرى؛ سوف أقوم مثلا بالقبض على يدي اليمنى) تقبضين قبضة شديدة ثم تطلقين يدك مثلا، أو تقولي: (سوف آخذ نفسا عميقا في تلك اللحظة) يعني: تصرفين انتباهك إلى حركات أو تصرفات أخرى، وهذا نوع من الاستغراق الذهني، وهو مهم جدا ومفيد جدا، وقطعا سوف يساعدك كثيرا.
أيضا يجب أن تكثفي من تمارين الاسترخاء، كتمارين التنفس التدرجي، وتمارين شد العضلات وإطلاقها، وتوجد برامج كثيرة جدا على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين.
أيضا يجب أن تستغلي وقتك بصورة جيدة، وتتجنبي الفراغ؛ لأن صرف الانتباه عن هذه الحركات الرتيبة مهم جدا حين تكونين مشغولة وتحسنين إدارة الوقت، قطعا هذا سوف يصرف انتباهك كثيرا عن هذا الشيء.
يقال أن الأدوية المضادة للوساوس تفيد، ومن أفضلها عقار (فافرين) والذي يسمى علميا (فلوفكسمين)، أعتقد أنه يمكن أن يكون بديلا ممتازا للـ (إميتربتالين)، وعليه أرجو أن تشاوري طبيبك في استبدال الإميتربتالين بالفلوفكسمين، هذا إن شاء الله تعالى يفيدك كثيرا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.