هل صحيح أن المريض النفسي يتعافى بعد معرفته بنوع مرضه؟

0 28

السؤال

السلام عليكم..

أود أن أسأل عن مدى صحة معلومة أن المريض النفسي في بعض الحالات يشفى بعد معرفته بنوع مرضه؟

فقبل عام من الآن حصل الكثير من الأحداث معي، وعانيت من الضغط النفسي، وتحدثت مع طبيبة نفسية، وبعد مدة من التحدث قالت لي بأني أعاني من وسواس قهري فكري، صدمت من ذلك، وكنت أفكر في كلامها مدة قصيرة من الزمن، بعد ذلك أجريت عده اختبارات على جوجل وكانت نتيجته بأني لا أعاني من وسواس قهري.

لم أذهب إلى طبيب نفسي بسبب أن حالتي المادية سيئة، ولكن بعد فترة من معرفة مرضي تعبت من التفكير ومن التحليل لكل الأحداث، تعبت من كل شيء، كنت أشعر في بعض الأحيان أني لا أستطيع تحمل أي شيء يحدث بعد الآن، فقواي لا تكفي، والأمر الآخر أنني أشعر بأن ما سيحدث لي لا يهمني كالسابق، فليحدث كل شيء!

وأصبحت عندي نظرة تشاؤمية للحياة، لم أعد أضحك كالسابق، وقلت الحروف التي تخرج من فمي بعد أن كنت الفتاة الإيجابية الضحوكة كثيرة الكلام!

رغم كل ما حصل لا أريد التخلي عن حلمي، وأريد أن أحققه، وأرسم مستقبلي بيدي، وأغير كل مجرى حياتي.

أثق أحيانا أنني سأصبح طبيبة، وأحيانا أبكي وأخاف ألا أحققه!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Bakinaz073 حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا. أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

هنالك أمراض تسمى بالأمراض العصابية مثل: القلق والمخاوف، وكذلك الوساوس القهرية، يعرفها صاحبها، وإن أخذ الموضوع بجدية قطعا سوف يسعى لعلاجها، ويقابل الطبيب ويتبع التعليمات والإرشادات الطبية الصحيحة، وهذا إن شاء الله تعالى يؤدي قطعا إلى الشفاء.

بالنسبة للأمراض العقلية – الأمراض الذهانية – كأمراض الفصام والاضطراب الوجداني ثنائي القطبية: هذا غالبا صاحبه لا يعرفه، ولا يعترف أصلا بأنه مريض، لكن من حوله قطعا سوف يلاحظون التغيرات في تصرفاته وفي أفكاره وخلافه، وهذا النوع من المرضى غالبا يكون مفتقدا البصيرة والارتباط بالواقع، بمعنى أنه لا يعرف أنه مريض، لكن في حالة الوساوس القهرية يكون صاحبها دائما مكتمل العقل، مكتمل الشعور، مكتمل الإدراك، ومرتبط بالواقع تماما، ومستبصر، ولذا يذهب ويقوم بالإجراءات العلاجية.

أرجو ألا تنزعجي أبدا حتى وإن كان قد قيل لك أنك تعانين من وسواس قهري، فالوسواس القهري له عدة أنواع، وكثير من اليافعين ومن هم في عمرك تأتيهم بعض الأفكار الوسواسية هنا وهناك، وغالبا تكون عابرة وتكون عارضة ولا تستمر كثيرا أبدا.

فأرجو ألا تشغلي نفسك بهذا الموضوع، ويجب أن تثقي في قوتك وفي مقدراتك وفي إمكاناتك، وتحسني إدارة وقتك، وتحددي أهدافك، والحمد لله تعالى أنت لديك طموحات، وتودين أن تكوني طبيبة، وهذا إن شاء الله تعالى ليس ببعيد المنال أبدا. المهم أهم شيء تنظيم الوقت، وتوزيعه بصورة ممتازة.

النوم الليلي المبكر، الاستيقاظ المبكر، بعد صلاة الصبح يمكن أن تبدئي المذاكرة لمدة ساعة قبل أن تذهبي إلى المدرسة مثلا، لأن وقت الصباح وقت البكور يكون التركيز فيه في أحسن حالاته، يستطيع الإنسان أن يذاكر وأن يحفظ بعض المواد المهمة، وحين يذهب الإنسان للمدرسة وهو مشبع بهذه الإنجازات قطعا سوف يكون تركيزه ممتازا في أثناء الحصص، وسوف يجد أن بقية اليوم قد أصبح ممتعا جدا ومليئا بالإنجازات. هذه نصائحي لك، وهذه نصائح مهمة جدا.

أيضا أن تكوني عضوا فعالا في الأسرة، وتكوني بارة بوالديك، وتحرصي على الصلاة في وقتها، وتمارسي أي نوع من الرياضة يناسبك كفتاة مسلمة، هذا كله مهم جدا. أن ترفهي عن نفسك بما هو طيب وجميل، القراءات غير الأكاديمية أيضا مهمة، التواصل مع صديقاتك، وهذا إن شاء الله تعالى يصرف انتباهك تماما من كل الوساوس والقلق والتوتر وكل الطاقات النفسية السلبية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات