السؤال
السلام عليكم
لقد مررت بمشكلات أسرية منذ أن كنت صغيرة جدا، لكن في سن الثالثة عشرة، حاولت الانتحار لأول مرة، إذ شربت مادة صبغية، ثم بدأت أجرح جسدي حتى ينزف الدم، وفي سن السادسة عشرة، أصبحت كلما شعرت بالضيق، أقطع يدي بشفرة، وحاولت الانتحار مرات عدة أخرى، سواء عن طريق الأدوية أو بأن ألقي بنفسي من الشرفة، لكنهم كانوا ينقذونني في كل مرة.
في تلك الفترة دخل حياتي شخص نرجسي، استمر معي أربع سنوات، ودمر حياتي، ولم أكن قادرة على تركه رغم كل الأذى النفسي الذي سببه لي، وفي النهاية تركته، لكنني لم أعد طبيعية.
أصبحت أرغب في الحديث مع أي شاب يشعرني أنني فتاة جيدة، مع أنني أعلم أنني لا أحبه، لكنني لم أعد أستطيع أن أترك أحدا أو أتحمل فراقه، حتى وإن كان مؤذيا.
الآن، لا أفكر سوى في الانتحار، وأرغب في شنق نفسي حتى لا يستطيع أحد إنقاذي كما كانوا يفعلون من قبل، وأصبحت أغضب بأقل سبب، وتراودني رغبة في إيذاء من يضايقني فورا.
أقضي وقتي في البكاء، وأضرب نفسي، وأضرب رأسي وجسدي بالحائط، وأحيانا تراودني رغبة في أن أقطع لساني بأسناني، وأضع شيئا بين أسناني حتى لا أؤذي نفسي.
أصبحت أخاف من نفسي، وأخشى أن أجن من كثرة التفكير، وأشعر أن الحياة لا معنى لها، وأن الناس سيئون، والظروف قاسية، ولم أعد أرغب في فعل أي شيء.
حتى في وقت النوم، لا أشعر بأنني نائمة حقا، بل أظل في حالة تيه وتفكير مستمر، وأسمع أصواتا كثيرة في رأسي، كأن لدي عدة شخصيات داخل عقلي، وكل واحدة تعبر عن رأي مختلف، وأصبحت أخاف من نفسي وممن حولي، بعد أن كنت اجتماعية جدا، وصرت أخشى الخروج من المنزل.
أشعر أنني قبيحة شكلا ومضمونا، ولم أعد أعرف كيف أتعامل مع الناس، وفي كل ساعة يتغير مزاجي وقراراتي، ولم أعد أستقر على حال.