ما العلاج الفعال للتوتر النفسي الناتج عن ضغوطات الحياة؟

0 19

السؤال

السلام عليكم.

أنا أعاني من مشاكل عديدة في حياتي، ولقد بدأت منذ طفولتي بطلاق الوالدين، وثم فقدان أخ ووفاة الأخ الثاني، ومن بعدها تدهور صحة الأهل، والعديد من المشاكل الأخرى التي سببت لي القلق الدائم والشعور بالحزن، ولكني رجل صبور وأتحمل -بفضل الله-، ولكن في الشهور الماضية وعلى الرغم من أنني استطعت تجاوز جميع مشاكلي بدون اللجوء لأي طبيب، أو أخذ أي دواء، وبدون سابق إنذار، وبعد تراكمات مختلفة، فقدت كامل السيطرة على نفسي، وانهارت أعصابي لمدة يومين، ومن بعدها عدت إلى رشدي، والجدير بالذكر أن ضغطي دائما مرتفع، وقد قمت بفحوصات عديدة، وتبين أنني لا أعاني من مرض الضغط، وأن الارتفاع سببه توتر نفسي متراكم.

أريد استشارتكم حول دواء قيل لي إنه مفيد لحالتي، وقد نصحني به الأقارب، وهو السيبرالكس 10 ملغ، أرشدوني لطريقة استخدامه، قيل لي أن أبدأ بــ 5 مغ لمدة يومين، ثم 10 صباحا يوميا، فهل هي الطريقة الصحيحة؟ ومتى يجب التوقف عنه؟ وما الطريقة المناسبة للتوقف؟ لا أريد الإدمان على هذا الدواء، ولا زيارة طبيب نفسي، أنا أثق بالله وأتوكل عليه، لكنني بحاجة لراحة نفسية، ولدواء مؤقت يناسب عمري ووضعي.

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohammad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
رسالتك رسالة طيبة جدا.

أخي الفاضل: طبعا أنت تعرضت لأحداث حياتية كثيرة، وهذه هي مشيئة الله، والحمد لله تعالى أنت من الصابرين ومن المؤمنين بقضاء الله وقدره، وأنت -إن شاء الله- من المتوكلين ومن المحتسبين، وأسأل الله تعالى الرحمة لموتاكم وموتانا وموتى جميع المسلمين، ونسأله أن يرحمنا ويغفر لنا، ونسأله أن يختم لنا ولكم بحسن الخاتمة.

الله تعالى حباك بالطاقات، وأنت في بداية سن الشباب – أيها الفاضل الكريم – وأنا أهمس في أذنك بقوة قائلا وأعلمك بأن قوة الحاضر أفضل من ضعف الماضي، فأريدك أن تعيش الحاضر بقوة، ولا بد أن تبحث عن عمل، اقبل بأي عمل، لأن العمل يطور المهارات، العمل يجدد الطاقات، العمل باب من أبواب الرزق. فيا أيها الفاضل الكريم: أعرف أن فرص العمل قد تكون ليست سهلة، لكن -إن شاء الله تعالى- الله يفتح لك من خزائنه وتجد عملا مناسبا.

سيكون من الجميل جدا أن تمارس الرياضة، الرياضة حقيقة تساعد في إفراز الكثير من الموصلات العصبية الدماغية التي نعتقد أن ضعف إفرازها يؤدي إلى القلق والاكتئاب النفسي، فهي تعتبر معوضا كبيرا للأدوية، فاحرص على الرياضة، احرص على تنظيم وقتك، صلاتك يجب أن تكون في وقتها – أخي الكريم – صلة الرحم، الترفيه عن نفسك بصورة جيدة وإيجابية، عدم التخلف من الواجبات الاجتماعية (تلبية الدعوات، للأفراح، للأعراس، مشاركة الناس في أحزانهم، زيارة المرضى، تفقد الأصدقاء والجيران)، هذه واجبات اجتماعية عظيمة جدا تجد السنة المطهرة قد أوصت بها، تجعل الإنسان حقيقة يطور من صحته النفسية جدا.

أما بالنسبة للدواء: الـ (سبرالكس) دواء رائع، دواء ممتاز، دواء فيه خير كثير -إن شاء الله تعالى-. نعم البداية تكون بجرعة صغيرة، وهي خمسة مليجرامات – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرامات – تتناولها لمدة عشرة أيام، نحن لسنا في عجلة من أمرنا أبدا، وبعد ذلك اجعل الجرعة عشرة مليجرامات يوميا لمدة شهر، ثم انتقل للجرعة العلاجية الصحيحة بأن تجعل الجرعة عشرين مليجراما يوميا لمدة شهرين، ثم خفض الجرعة إلى عشرة مليجرامات يوميا لمدة شهرين، ثم خمسة مليجرامات يوميا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرامات يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناوله.

هذه الجرعات والمدة التي ذكرتها لك محسوبة على أسس علمية، أنت لا تحتاج حقيقة لأطول من هذه المدة ولا أكبر من هذه الجرعة، لكن أيضا إذا كانت أقل من ذلك لا أعتقد أن فائدتها سوف تستمر كثيرا بعد التوقف من الدواء.

الدواء سليم، غير إدماني، غير تعودي، قليل الآثار الجانبية جدا، فقط قد يفتح الشهية نحو الطعام، كما أنه بالنسبة للمتزوجين عند المعاشرة الزوجية ربما يؤخر القذف المنوي قليلا، لكنه لا يؤثر على موضوع الإنجاب ولا على الصحة الذكورية.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات