السؤال
ما الأفضل طلب العلم الشرعي، أم العلم الدنيوي؟ علما بأن المسلمين في الوقت الحالي متخلفون من ناحية العلم الدنيوي وهم في حاجة إليه، وهل لطالب العلم الدنيوي الأجر والثواب والفضل كما هو لطالب العلم الشرعي؟
ما الأفضل طلب العلم الشرعي، أم العلم الدنيوي؟ علما بأن المسلمين في الوقت الحالي متخلفون من ناحية العلم الدنيوي وهم في حاجة إليه، وهل لطالب العلم الدنيوي الأجر والثواب والفضل كما هو لطالب العلم الشرعي؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله،،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فإن الإسلام يدعو لطلب العلم، ويرفع أهله درجات ويثبت على طلبه فإن طلب العلم عبادة ومذاكرته تسبيح وبذله صدقة، وطلب العلم أفضل من كل نافلة، والعلماء ورثة الأنبياء، وثمرة العلم الخشية لله ((إنما يخشى الله من عباده العلماء))[فاطر:28].
والصواب أن يبدأ المسلم بطلب العلم الشرعي الذي تصح به عقيدته وعبادته وتعامله، ثم يطلب بعد ذلك من العلوم الدنيوية ما شاء شريطة أن تكون نيته خالصة، ورغبته في خدمة الإسلام والمسلمين صادقة .
وإذا قصر المسلمون في طلب العلوم الدنيوية واحتاجوا لغيرهم فإن الإثم يشمل الجميع لأن فروض الكفايات إذا لم يقم بها أحد إثم الجميع .
والإنسان يؤجر على طلب العلم إذا أخلص في نيته وأحسن في عمله فإن ثمرة العلم العمل، والإسلام دين يحترم جميع العلوم النافعة وكان السلف يدرسون الطب والفيزياء والرياضيات في المساجد ولا يخفى عليك ما قدمه علماء الإسلام من ابتكارات ونظريات علمية لازال التطور البشري يتكئ عليها ولم يعرف المسلمون هذا الفصام بين العلوم فقد كان فيهم من يدرس الطب والتفسير والسيرة، وكان فيهم من يدرس العلوم والتوحيد وكان الجميع فقهاء في أمر دينهم، ولكن تقسيم العلوم إلى دينية ودنيوية أخرج أجيال لا تسبح الله ولا تنسب الفضل إليه، وأنشأ علوم ومبتكرات كانت شؤما على البشرية، وازداد هؤلاء بعلمهم بعدا عن الله، وذلك لأن العلم يدعو للإيمان إذا كان المنطلق صحيحا والمتعلم مؤمنا بالله، ويوصل إلى الضلال والخسارة إذا كان طالب العلم سفيها ملحدا وأسوأ الضلال ما كان عن علم، وقد اشتد غضب الله على من علم ولم ينتفع بعلمه.
والله ولي التوفيق والسداد!