الخجل الزائد وأثر الماضي في وجوده

0 285

السؤال

السلام عليكم.
لدي مشكلة آمل منكم مساعدتي في علاجها، عندما كنت صغيرا كنت أعاني من مشاكل مرضية في عيناي وأقدامي فبقيت حتى الخامسة من عمري ملازم للبيت، وبعد ذلك انطلقت للدنيا خجولا ولا أستطيع الكلام عما يدور في خاطري حتى وصلت لعمري الآن 19 وأنا بصديق واحد وصيت الضعف مسيطر علي في الحي لعدم مشاركتي لأحد، رغم أنه الآن والحمد لله أمتلك قوة بدنية جيدة.

إن أكثر ما يحدث لي أنني أحيانا أستيقظ كليا آمل بأني سوف أتغير وأخرج عن خجلي، وأحيانا أشعر بأن الدنيا ليست لي وأني لن أتغير بل سأكون آخر الناس، سألت أحد الأطباء فقال لي أنني أعاني من رهاب اجتماعي ورهاب جنس آخر، بينما أخبرني أحد المختصين أنها فقط فترة مراهقة زمنية عارضة وتزول.

فأرجو أن تفيدوني لربما أخلص مما أنا فيه وعند قراءتي لبعض الأعراض الشبيهة بأعراضي وجدت أنكم تصفون حبوب سيروكسات، فهل تفيد في حالتي؟ وهل لها تأثيرات مع التقدم؟
والشكر الجزيل لكم.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

من المتعارف عليه أن الإنسان إذا كان لديه علة في أثناء الصغر، ثم بدأ يستوعب هذه العلة في أيام اليفاعة والشباب، فإنه يحدث له نوع من التأثير النفسي السلبي البسيط في بعض الحالات، وفي حالات قليلة جدا ربما يتطور الأمر إلى شعور بالدونية -أي يشعر بأنه أقل من الآخرين-.

أرجو أن أؤكد لك أن الإنسان عليه أن لا يعيش في الماضي كثيرا، نعم يجب أن نتخذ منه العبر ونستفيد من ذلك، وفي حالتك لا أرى أن هنالك سلبية كبيرة؛ حيث أن الأمر والحمد لله قد انتهى بعد أن أصبح عمرك خمس سنوات، فعليك الآن أن تعيش الحاضر بكل قوة وإقدام وتفاؤل، وأن تحاول أن تبني مستقبلا مشرقا .

نصيحتي هي أن تحاول أن تبني شبكة من الصلات الاجتماعية، ويمكن أن تكون البداية بالخروج من المنزل وزيارة بعض الأصدقاء الصالحين، ثم بعد ذلك تحاول أن تتوسع في هذه العلاقات، وأن تشارك في المناسبات الاجتماعية، وأن تجيب كل الدعوات التي تصلك.
هذا نوع سهل وبسيط وهام من اكتساب المهارات الاجتماعية .

من الضروري أيضا أن لا تراقب نفسك في كل سلوك تقوم به، ونقصد بذلك المراقبات السلبية، والمطلوب دائما هو المراقبات الإيجابية، أي أن أحاول أن أغير سلوكي إن كان سلبيا، وأن آخذ السلوك الإيجابي كحافز لمزيد من الإيجابية .

أتفق تماما مع الرأي الذي يقول أن هذه الحالة هي حالة عرضية ومؤقتة بإذن الله تعالى، ولكن لا شك ومن الضروري بالنسبة لك أن تكون مقداما، وأن تجتهد، وأن تعيش حياة فعالة، فإذا كنت لا زلت في مرحلة الدراسة فعليك بالاجتهاد والمواصلة ومحاولة التميز، وإذا كنت في محيط العمل أيضا عليك أن تثبت ذاتك، وبهذه الطريقة تتخطى إن شاء الله الحاجز النفسي البسيط الذي تعاني منه .

لا أرى أن حالتك تتطلب أي نوع من العلاج الدوائي، فهي بسيطة وأنت مستبصر تماما لحجمها، فقط المطلوب منك هو التفاؤل والسعي إلى الأمام، والإقدام والتفاؤل، والتواصل الاجتماعي، والشعور بقيمة الذات.

والله الموفق.


مواد ذات صلة

الاستشارات