السؤال
ابني الأكبر عمره ١٠سنوات، ضعيف الشخصية لا يدافع عن نفسه حتى أمام أخيه الأصغر، ويبكي حتى في المدرسة، يترك مقعده للآخرين ويتنازل، الأطفال في البيت كثيرون يتعدون على أبنائي بالصراخ والسب وأنا لا أتدخل لكي لا أسبب مشكلة مع أمهاتهم، أسكت للإهانة!
كيف أحمهيهم وأقوي شخصيتهم وأمنع تعدي الأطفال الآخرين عليهم بالصراخ وأخذ حاجياتهم؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أختي العزيزة: ضعف الشخصية عند الأطفال يأتي من أسلوب تربية الوالدين للطفل في البيت، ونوعية المدرسة، والمجتمع الذي يعيش فيه. (فالتربية الصارمة، أو التربية المتساهلة كلاهما لا ينشئان طفل ذو شخصية متزنة،) فلكل نوع سلبياته وإيجابياته، لذا فالوسطية التي تجمع إيجابيات جميع أنواع التربية هي الأفضل. ومن أسباب ضعف شخصية الطفل: مقارنة الطفل بالآخرين، والعنف والتهديد، والتدليل الزائد عن الحد، وعدم قيام الطفل بالعديد من الأمور، وحماية الطفل بأسلوب زائد عن الحد.
لمساعدة طفلك على استعادة ثقته بنفسه، ويصبح ذي شخصية لها حضورها، ننصح بما يلي:
- وجود النموذج: عندما يلاحظ الطفل أن الأب أو الأم يعانون من ضعف الشخصية، فإنه سيكون مثلهما، ولكن عندما يكون للأب والأم شخصية قوية ومؤثرة، فسوف يتطبع الطفل بهذه الصفات الجيدة.
- لا تقومي بالمهام نيابة عنه، بل اسندي إليه مهام تتناسب مع عمره، واجعليه هو من يكتشف بنفسه، واطلبي منه أن يحاول إذا فشل، وأن يكرر المحاولة.
- لا تستخدمي أسلوب التأنيب؛ لأنه يضعف من شخصية الطفل إلى حد بعيد، بل ركزي على "التعزيز" والمدح والثناء والاحتضان، فهذه أساليب تحسن من نظرة الطفل لنفسه، وترفع من مفهوم الذات لديه، وحاولي إيجاد مواقف لتعززي ابنك عليها.
- اختاري له نشاطات يستطيع أن ينجح بها، وعززيه على نجاحاته.
- دعي ابنك يعبر عن نفسه: فهذا سيجعله أكثر ثقة في نفسه، ويساعده في أن يفكر بمختلف الأمور ليصل إلى الحلول الصحيحة.
- اعملي على تسجيله في نادي رياضي، يقدم رياضات فيها تنافس، مثل كرة القدم، أو السباحة، بحيث يتواجد مع أقرانه الذين يجارونه بنفس الفئة العمرية، لكي تكون المنافسة متكافئة.
وفقك الله لكل خير.