السؤال
السلام عليكم.
عانيت منذ فترة من خوف وقلق شديدين بسبب جائحة كورونا، مما سبب لي رعشة تحدث لي قبل النوم وتمنعني من النوم، ويصاحبها سرعة في نبضات القلب، وأشعر بخدر أحيانا في يدي اليمنى وأحيانا في يدي اليسرى بعد الاستيقاظ مباشرة، وذهبت لثلاثة أطباء قلب، وأجريت تخطيطا للقلب مرتين، وكانت النتائج سليمة -الحمد لله-، وذهبت لطبيب نفسي وهو الآن يعطيني نوعين من الدواء، الأول Deprex 5، والثاني Elavil 25، إلا أنني ما زلت أشعر بتلك الرعشة قبل النوم، وتأتيني في وقت القيلولة نهارا، وفي الليل لا أشعر بها.
أرجوكم ساعدوني، أنا الآن خائف أن يكون لدي مشكلة في القلب بسبب القلق والخوف الذي حدث لي، أو هل كل ما يحدث لي نتيجة القلق وليس نتيجة مرض في القلب؟ وهل القلق والخوف يسببان مرضا في القلب؟ أسئلة أرهقتني، والأطباء يقولون لي هذا كله نتيجة القلق والخوف.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا يمثل فيرس كورونا أي مشكلة للشباب في العشرينات والثلاثينات من العمر، ويكاد يكون مثل باقي فيروسات نزلات البرد، وكثير من الشباب يصاب بالفيرس ويشفى منه ويحصل على الأجسام المضادة المناعية دون أن يمثل ذلك مشكلة صحية، وهذا ما حدث مع بعض لاعبي الكرة الذين أصيبوا مؤخرا بالفيرس وشفوا منه سريعا دون مشكلة.
وكان الناس قديما وقبل ظهور التطعيم ضد الأمراض عندما يصاب أحد أطفال القرية بالحصبة أو السعال الديكي يذهبون الى أسرة الطفل المصاب بأبنائهم لكي يأخذوا العدوى منه، لعلمهم أن الأطفال يصابون ويحصلون على المناعة دون أن يؤثر ذلك عليهم مستقبلا، وهذا ما تفعله الكثير من الدول الآن فيما يخص فيرس كورونا.
والواقع يقول أن مئات الألاف من البشر بل ربما ملايين حصلوا على مناعة القطيع herd immunity وحصلوا على الأجسام المضادة المناعية، وساهم ذلك في قلة عدد الأصابات المعلنة، وبالتالي ندرة او قلة الوفيات بالنسبة لتعداد السكان.
وأنت -ولله الحمد- لم تصب بالفيرس، ولكن تحول الخوف لديك من مجرد خوف طبيعي إلى خوف مرضي مما أدى إلى تسارع في نبض القلب ورجفة وتوتر وقلق، ولا علاقة مطلقا بين ذلك التسارع في النبض وبين القلب نفسه، فالتسارع مسألة ديناميكية يزيد ويقل حسب هرمونات الجهاز العصبي ( أدرينالين ونور أدرينالين )، وهي الهرمونات التي يزيد إفرازها مع حالة الخوف، وبالتالي يتسارع النبض، وعندما يقل إفراز تلك الهرمونات يعود النبض إلى حالته الطبيعية.
ومما يساعد في التخلص من تلك الحالة ترك التفكير السلبي، وعليك بالتفكير الإيجابي، وعليك بالقراءة خصوصا ورد القرآن تلاوة وحفظا وقراءة أي كتب في حوزتك مما يقلل من التفكير السلبي، وعليك كباقي البشر الالتزام بالتباعد الاجتماعي وإرتداء الكمام وغسل اليدين باستمرار، خصوصا عند ملامسة الأشياء، ولا مانع من الاحتفاظ بمطهر اليدين عند الضرورة.
كذلك فإن فهمك لطبيعة المرض قد يساعدك في التخلص من مخاوفك، وننصح بأخذ حقنة فيتامين D3 جرعة 300000 وحدة دولية، ثم تناول كبسولات فيتامين D3 الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعيا لمدة 12 أسبوعا، مع الحرص تناول مكملات غذائية مثل حبوب المغنسيوم 500 مج وحبوب الكالسيوم 500 مج وفيتامين C واحد جرام بشكل يومي لمدة شهرين أو أكثر، وهي موجودة في محلات المكملات الغذائية.
وفقك الله لما فيه الخير.