أخشى من أن يصبح حب قريبتي عائقا لدراستي، فكيف أتخلص منه؟

0 35

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب صغير، أبلغ من العمر 16 سنة، لا زلت صغيرا على معظم أمور الحياة ولا زلت في فترة البناء، وهذه المرحلة العمرية مهمة لاستكمال حياتي على أكمل وجه، أنا مجتهد في دراستي وصلواتي، ولكن وقعت في حب إحدى قريباتي قبل 4 أعوام حينما كنت طفلا ولا زلت.

منذ دخلت مرحلة المراهقة وأنا متعب من هذا الشيء، هي تصغرني بسنة واحدة، وأريد التخلص من هذا الحب؛ لأنه سيجعلني أواجه أوقاتا عصيبة، وأنا لازلت صغيرا عليه، ولا أريده أن يصبح عائقا بيني وبين دراستي، مع العلم أنها أصبحت تتغطى عني ولم أكلمها منذ 3 سنوات لا عبر الهاتف ولا بالحقيقة.

أحتاج نصيحة، وفقكم الله ورعاكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك ابننا الصغير في سنوات العمر، الكبير بهذا السؤال الذي تطرحه على موقعك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لك في طاعته السعادة والآمال.

سعدنا جدا بهذه الاستشارة التي تطلب فيها النصح من آبائك وإخوانك الكبار، ونؤكد أن من يطلب النصح وهو في هذه السن إنسان عاقل يريد أن يستكمل ما عنده، فإن الإنسان إذا شاور من هو أكبر منه عمرا أضاف وعيهم إلى وعيه، وخبرات هؤلاء جميعا إلى خبراته، ونسأل الله أن ينفع بك الأمة والبلاد والعباد.

سعدنا مرة أخرى لكونك مجتهدا في دراستك وفي صلواتك، وهذا أيضا من الأمور الأساسية التي تعين على النجاح والخير، لا نملك إلا أن ندعوك إلى أن تنظم وقتك للدراسة، أن تتطلع إلى المعالي، أن تضع أهدافا كبيرة، واعلم أن الأهداف الكبيرة والهمم العالية تبتعد عن الأمور التي لا جدوى من ورائها على الأقل في هذا الوقت، ومن هذه المسائل العلاقة المذكورة.

وأسعدنا جدا أن هذه العلاقة علاقة قديمة لكنها مقطوعة، ليس فيها كلام، ليس فيها مشاهدة، ليس فيها متابعة. إذا نحن ننصحك بالآتي:

أولا: عليك بالاستمرار على ما أنت عليه من الخير.
ثانيا: عليك بأن تكثر من الدعاء لنفسك بالثبات.
ثالثا: عليك أن تشغل نفسك بالخير قبل أن يشغلك الشيطان بغيره.

رابعا: عليك أن تؤجل هذه المسألة وتؤجل التفكير فيها، ونحن نعلم أن الشيطان يأتي للإنسان بوساوس، ولكن من المهم طرد هذه الخواطر، كما قال ابن القيم: "دافع الخاطرة قبل أن تتحول إلى فكرة، ودافع الفكرة قبل أن تتحول إلى إرادة، ودافع الإرادة قبل أن تتحول إلى عمل"، هذا معنى جميل، أن يدافع الإنسان مثل هذه الأفكار.

بعد ذلك ندعوك إلى الاهتمام بالبعد عن مجتمع النساء، والاجتهاد في غض بصرك، حتى ولو كنت في الدراسة، فإن عليك أن تنحاز إلى زملائك من الأبطال الرجال، وتجتهد في عدم التفكير أو النظر إلى النساء حتى عبر الوسائط في مواقع التواصل، فكل ذلك مما يعينك على الصبر، ونذكرك بأن الذين اجتهدوا وجعلوا المعاني هما لهم لم تأتهم هذه الفكرة، وهذا نوع يسمى بـ (علاج التأجيل).

أيضا عليك أن تحرص على أن تستفيد مما عندك من طاقات توجهها إلى الخير، إلى الرياضة، إلى الأعمال المفيدة، إلى الهوايات الرائعة، إلى الدراسة والتفوق فيها.

ونكرر لك الشكر، وسنسعد جدا بتواصلك المستمر مع الموقع بعد تنفيذ هذه الملاحظات وهذه النصائح، واعلم أن الدخول فعلا في هذا التيار العاطفي يؤثر على استقرار الإنسان وحياته ودراسته خاصة عندما يكونوا منذ وقت مبكر، وأيضا هذه الأمور تحتاج إلى تخطيط عندما يحين الوقت تتواصل مع الموقع لتجد الإرشادات الصحيحة التي تناسب تلك المرحلة.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات