أتأثر بشدة عندما يوجه شخص انتقادًا إليّ، فكيف أتخلص من ذلك؟

0 3

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله خيرا، ووفقكم لما يحبه ويرضاه.

أنا عمري 16 سنة، ودائما أحس أني مرهقة وأريد النوم، وكسولة، وليس في ذهني أن أعمل شيئا معينا، ولكن تقريبا كل يوم أكتب بعض الأشياء التي أحتاج أن أعملها، ولكن بكسل، ولا أفعل أي شيء، فما الحل؟

سؤالي الثاني: أغضب بسرعة جدا، وعندما يصرخ علي أحد أبكي ولا أقدر أن أتمالك نفسي، أو إذا حصل شيء وأردت أن أحكي أني مظلومة، أبكي ولا أكمل كلامي.

سؤالي الثالث: إذا رأيت شابا وسيما وارتحت له، أظل فترة كبيرة جدا أفكر فيه، وأظل أعيش في أحلام اليقظة. هل هذا بسبب أني في سن المراهقة، وعندما أكبر قليلا سيذهب الموضوع من عندي نهائيا؟ وما الحل في هذه السن؟

السؤال الرابع: كيف أقوي إرادتي؟ ليس عندي إرادة أبدا أن أتخلص من الذنب الذي أعمله، وكلما أتوب أرجع مرة أخرى.

السؤال الخامس: أني أحس أن الله لا يتقبلني عندما أدعوه أو حتى عندما أصلي، وأشعر أن الله قد طردني من رحمته!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ملك حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات إسلام ويب.

ابنتي العزيزة: أنت تمرين بمرحلة عمرية حرجة، وهي فترة المراهقة، وللأسف فإن معظم الناس يركزون في هذه المرحلة على التغيرات الهرمونية والجنسية، ولا يذكرون التغيرات النفسية التي يشعر بها المراهق. ففي هذه المرحلة، يشعر المراهق بتناقضات في معظم الأشياء في حياته؛ في فهمه للدين، والدراسة، والتعامل مع الآخرين، وتعامل الآخرين معه، وغيرها الكثير، ودرجة تأثير هذه التناقضات تتفاوت من شخص إلى آخر، فترين من يتأثر بالتغيرات الفكرية، فيتبع فكرا ما، أو يتخلى عن فكر آخر، وبالتالي فإن حصيلة هذه التغيرات والتناقضات والفوضى الفكرية التي يمر بها المراهق، هي بروز شخصية تكون نتاجا لذلك كله.

فيما يلي مجموعة من الأفكار التي ستساعدك بمشيئة الله في التخلص من المشكلة التي تعانينها:

- بالنسبة للكسل والإرهاق، فإن الفتيات اللواتي في عمرك وفي الأوضاع الطبيعية يفترض أن يكون الكسل والإرهاق لديهن قليلا جدا. ولكن في حال أصبت به، أنصحك بملء وقتك بأنشطة مفيدة، ولا تجعلي الفراغ يتسرب إلى حياتك، فالفراغ عدو العزيمة والإصرار.

- أما بالنسبة لتأثرك الشديد عندما ينتقدك شخص ما أو يرفع صوته عليك، فذلك يدل على الحساسية المفرطة؛ لذا يفضل عدم تعريض نفسك لمواقف قد تؤثر عليك نفسيا، وفي نفس الوقت يجب أن تعبري عن ذاتك، وتعودي على قول كلمة "لا" عندما لا يتفق الموقف مع ذاتك ومع أفكارك، ولا تجبري نفسك على مجاراة الآخرين إذا كنت غير مقتنعة بما سيقومون به أو يقولونه، ولا تقومي بشيء لا تحبينه، وكوني واضحة مع الآخرين.

- أما بالنسبة للتفكير في الشاب الوسيم، فنعم، ففي فترة المراهقة تكثر أحلام اليقظة عند الفتيات والفتيان، والسبب هو أنهم يظنون أن كل شيء وردي في الحياة ويمكن أن يتحقق، ويحلقون بخيالاتهم إلى المستحيل، وعندما يكبرون، يدركون أن الوضع مختلف تماما، وأن الحياة مسؤولية والتزام ديني وأخلاقي.

- أما بالنسبة للذنوب والتوبة، فكيف افترضت أن الله طردك من رحمته؟ إنه الله -يا ابنتي- غافر الذنب. يقول الله تعالى في كتابه العزيز: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون . ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله والكافرون لهم عذاب شديد}.

ومن أهم الأمور التي تساعد على تقوية الإرادة ما يأتي:

• اختاري أنشطة تحبين إنجازها، كتابا تحبين قراءته، هواية تمارسينها، وفي كل مرة قومي بزيادة الوقت تدريجيا. مثال: ابدئي بقراءة القرآن الكريم وخصصي لذلك ١٠ دقائق لليوم الأول، و ١٥ دقيقة لليوم الثاني، وفي كل مرة أضيفي ٥ دقائق، سوف تجدين أن عزيمتك بدأت تقوى للقراءة أكثر، وهذا العمل تكسبين فيه الأجر والثواب، ويساعدك في الوقت نفسه على تقوية إرادتك.

• واظبي على أداء الصلوات في وقتها، وصلي السنة والفرض، ولا تتهاوني في ذلك. واحرصي على أن تكوني دائما على وضوء طوال النهار، وأن تنامي وأنت على وضوء.
• توكلي على الله في شؤون حياتك، ولتكن ثقتك بالله كبيرة.
• اكتبي الأعمال والواجبات التي عليك القيام بها، مع تحديد تاريخ محدد للإنجاز.
• لا تلومي نفسك، وليكن لديك متسع من الصبر قبل التصرف.
• الفهم الصحيح للذات، ويكون ذلك بإطلاق الصفات الداخلية الإيجابية، والتخلص من الصفات السلبية.
• ضعي أهدافا قابلة للتحقيق، وأن تكون مرتبطة بزمن لإنجازها.
• واظبي على القيام بالأعمال والواجبات المطلوبة منك في وقتها.
• ابتعدي عن الأشخاص ذوي الطاقة السلبية، فهؤلاء يثبطون من عزيمتك، ولا يشجعونك على التقدم والتغيير، بل يصمتون أو يقللون من قيمة الأعمال، ويثبطون أي محاولة للتجريب.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مواد ذات صلة

الاستشارات