السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا أشكركم على جهودكم وعلى ما تقدمونه للأمة الإسلامية، وأسأل الله أن يرزقكم الجنة.
إنني فتاة في سن السادسة عشرة، وأمنيتي أن أرتدي النقاب والعباءة، وأنا أعلم اختلاف العلماء في هذا الأمر، ولكن رأيي هو أني إن ارتديته وكان واجبا فقد أديت الذي علي، وإن كان مستحبا فأكون قد تقربت به إلى الله عز وجل.
لم أفاتح أهلي بالموضوع بعد، لأنني أخشى أن يرفضوا، وذلك لأني أعيش في منطقة لا أحد يرتدي النقاب فيها، وإن ارتديته فربما يكون خطرا على أبي وأعمامي وأهلي، على الرغم من أني أعيش في بلد مسلم، وهذا الأمر غريب جدا هنا.
إن أخبرت والدي سيقولان إنه ليس واجبا، وفيه من الخطر علينا، ويؤثر على دراستك، فأنا مترددة في إخبارهم الآن.
علما أنه من الاحتمال أننا سننتقل إلى أمريكا في إحدى السنوات القادمة، وأرى أن هذا الأمر مقبول هناك أكثر من هنا -مع الأسف- وفيه خطر أقل على أهلي ووالدي.
سؤالي هو: هل أفاتح والدي في الموضوع الآن أم أنتظر ذهابنا إلى بلاد أخرى؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى لك مزيدا من التوفيق والهداية والصلاح.
لقد سررنا – ابنتنا العزيزة – حين قرأنا أمنيتك، وأنك تتمنين القيام بما يحبه الله سبحانه وتعالى ويرضاه من ارتداء المرأة للحجاب، وسييسر الله تعالى ذلك لك.
الأمر كما ذكرت أن لبس النقاب محل خلاف بين العلماء، ونقصد بالنقاب تغطية الوجه، ولا يتعين هذا في النقاب، بل لو سدلت المرأة من رأسها شيئا على وجهها فقد حصلت التغطية، وتغطية الوجه أمام الرجال الأجانب من أهل العلم من يرى وجوبها مطلقا، يعني: سواء خشيت الفتنة أو لم تخش، ومنهم من يرى وجوب ذلك إذا خشيت الفتنة على المرأة، أو الفتنة بالمرأة.
إذا تغطية الوجه في مثل هذه الظروف فرض واجب، وعلى المرأة أن تتقي الله تعالى وتعجل بفعل ذلك، ولكن الواجبات منوطة أو مربوطة بالقدرة؛ لأن الله تعالى يقول: {فاتقوا الله ما استطعتم}، ويقول سبحانه: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها}، {لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها}، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم)، والأدلة على هذا المعنى كثيرة.
إذا كان يخشى من لبسك لما يغطي وجهك ضرر عليك وعلى أهلك فهذا عذر -إن شاء الله- في تأخير القيام بهذا الفرض، ومع ذلك ينبغي الاقتصار أيضا من كشف الوجه على ما تندفع به الضرورة، وهذا يحتاج منك إلى تقدير الواقع الذي تعيشين فيه.
نحن لا نستطيع أن نجزم بأنه ضرر أو لا، فينبغي أن تتلطفي بوالديك برفق ولين، وتحاولي إيصال هذه المعلومة إليهم، وهو أنه يجب على المرأة إرضاء لله تعالى أن تغطي وجهها أمام الرجال الأجانب، فإذا بينوا لك أن في ذلك ضررا حقيقيا عليك أو عليهم؛ فلك أن تؤخري ذلك إلى أن يزول هذا الضرر.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك لكل خير.