أدوية فعالة في علاج الاكتئاب والمخاوف الاجتماعية وعدم القدرة على المواجهة

0 1266

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأنا مريض منذ 25 سنة، وذهبت إلى كثير من الأطباء النفسيين، واستخدمت كثيرا من الأدوية، مثل: سروتين، تفرانيل، هلدويل، فيفارين، نوربيون، أناكس، وغيرها لا أذكرها بالضبط، ولكن نتائجها كانت سيئة، ولم تنفعني للحالة التي عندي، وتركت استخدام الأدوية منذ 10 سنوات، ولكن الحالة سيئة.

وأعراض المرض هي خوف من مواجهة الناس، الخوف من الذهاب إلى العمل، الخوف من مواجهة مشاكلي، الشرود الذهني، وبطء التركيز على ما أريد أن أقوله، والاكتئاب الدائم، وحب الانطواء، وضعف في الجسم، وخمول وقلق وتوتر، وتزيد هذه الأعراض إذا واجهت أي موقف، مثلا: إذا تزاعلت أنا وأحد فإن الخوف يزيد والتوتر والاكتئاب والرعشة والتلعثم وغيرها تزيد.

مع العلم أن ما عندي من أعراض كثير منها موجود عند والدي ووالدتي وإخوتي وحتى أولادي الذين لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات بدأت بعض الأعراض تظهر عليهم! وأصبحت الأسرة في حالة سيئة حتى وصلت إلى قناعة أن هذا جزء من الشخصية أو مرض وراثي، ولا علاج له إلا أن يشاء الله، فأرجو أن تسامحوني على الإطالة فلعل على أيديكم بعد الله يكون الحل، فهذه أسرة متشتتة متنافرة، وحالتنا المادية بسيطة، وأسئلتي هي: ما هو هذا المرض؟ وما هو علاجه؟ وما هي النصائح التي تقدمونها لنا فلعل الله ينفعنا على أيديكم؟

وأنا الآن أستخدم الزيروكسات وبجرعة تدريجية حبة صباحا وحبة مساء ولي شهر وأنا أستخدمه وأشعر بتحسن إلا أن العلاج يحدث لي يقظة فلا أستطيع أن أنام بسهولة وهذا يعيد لي جميع الأعراض، فهل من علاج يساعدني على النوم دون أعراض؟ وهل الزيروكسات هو العلاج لمثل حالتي؟
ولكم جزيل الشكر.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بالنسبة لحالتك، هي في الواقع حالة من حالات المخاوف الاجتماعية، أو ما يعرف بالرهاب الاجتماعي، وبما أن الحالة مزمنة فقد أدت إلى نوع من الانطواء والانزواء وضعف في الأداء الاجتماعي، وهذا في حد ذاته يسبب الكثير من السلبية، ويجعل الإنسان متشائما إلى درجة كبيرة، ويظهر أن هذه النظرة التشاؤمية قد امتدت لتجعلك تعتقد أن كل أفراد الأسرة قد ألم بهم هذا المرض.

ليس هنالك دليل علمي قوي على أن الوراثة تلعب دورا كبيرا في المخاوف، فأرجو يا أخي أن لا تعتقد اعتقادا جازما أن كل أفراد الأسرة قد أصابهم هذا المرض.

أما بالنسبة لك، فأرجو أن أبشرك وأن أؤكد لك أنه توجد الآن أدوية ممتازة وفعالة لعلاج المخاوف، وهي أفضل بكثير من الأدوية التي كنت تتناولها قبل عشر سنوات.

هنالك دواءان، الأول يعرف باسم زيروكسات، والثاني يعرف باسم سبراليكس، هذه الأدوية فعالة جدا في علاج الاكتئاب والمخاوف الاجتماعية وعدم القدرة على المواجهة، ونحن كثيرا ننصح الإخوة الذين يعانون من مثل حالتك بتناول الزيروكسات، وقد استفادوا والحمد لله كثيرا، وتصلنا منهم ردود مشجعة جدا، فأرجو يا أخي أن تبدأ في تناول هذا العلاج، والجرعة هي نصف حبة ليلا لمدة أسبوعين، ثم ترفعها بنفس المعدل أي نصف حبة كل أسبوعين، حتى تصل إلى حبة ونصف في اليوم، وتستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم تبدأ في تخفيض العلاج بنسبة نصف حبة كل شهر.

بجانب العلاج الدوائي، لابد أن تكون لك الثقة في نفسك، وأن تعيد تقييم شخصيتك وذاتك بصورة أكثر إيجابية، وأن لا تستكين، وأن لا تستسلم، وأن تحاول دائما المواجهة الاجتماعية، وأن لا تتجنب المشاركة في المناسبات التي من المفترض أن لا يتأخر الإنسان عن الحضور لها .

بالنسبة للأولاد، أرجو أيضا أن تحاول دائما أن تعطيهم الثقة في أنفسهم، وأن لا تشعرهم دائما بأن لديهم علة، وأن يكون مبدأ التشجيع للأطفال هو الأساس؛ لأن في ذلك دعامة تربوية قوية ومفيدة .

أؤكد لك يا أخي أن الأمل موجود تماما في تحسن حالتك وشفائك بإذن الله، فقط عليك السعي بإرادة قوية من أجل التغيير، وتناول الدواء الذي وصفته لك .

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات