يتملكني الخوف والرعب عند قيادتي للسيارة

0 27

السؤال

السلام عليكم.

منذ ١٠ سنوات حدثت لي حالة هلع وخوف من الموت، وعلى إثرها حدث لي اضطراب في الجهاز الهضمي.

أخذت أدوية للجهاز الهضمي كمضادات الحموضة وغيرها، وتهدأ الأعراض ثم تعود، فتعايشت مع الحالة، وحاربتها دون أدوية نفسية وذهبت فترة طويلة، ولكنها تعود في أشكال أخرى، ليست بخوف من الموت بل خوف من أي مكان لا أستطيع الهروب فيه أو منه، مثل قيادة السيارة على الطرق السريعة والكباري، والأنفاق تحديدا، فتأتيني أفكار أني لا أستطيع التوقف، أين سأذهب أنا فوق كوبري الآن! فيتملكني الخوف والرعب!

كذلك كانت تأتيني أيام الخدمة العسكرية في الطابور، وفي القطار وفي الطائرة، وهكذا أي مكان لا أستطيع الهروب منه.

تواصلت مع طبيب نفسي مؤخرا وكتب لي سيروكسات 12.5، وأخذته لمدة ١٥ عشر يوما ثم أوقفته بسبب آثاره الجانبية أتعبتني كثيرا وخاصة معدتي، فأنا الآن اشتريت سبيبرالكس ١٠ لما سمعت عنه أن آثاره الجانبية خفيفة نوعا ما وأريد أن آخذه فماذا أفعل؟ وكم الجرعة؟ وكم أستمر عليه؟ وهل يوجد أمل أن تعالج مثل هذه الحالة للأبد؟

سئمت الحياة، وأتعبني هذا الخوف، وأعراض الجهاز الهضمي المصاحبة له، وأصبحت أكثر عزلة وكآبة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Belly حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

بالفعل الذي حدث لك هو أعراض قلق ومخاوف، ولا بد أن نذكر بأن القلق هو المكون الرئيسي للمخاوف، وقد تتولد أيضا بعض الأفكار الوسواسية لدى الإنسان حين يصاب بالقلق وبالمخاوف.

المخاوف لديك تشكلت وتغيرت من محتوى إلى محتوى آخر، وهذا ليس بالمستغرب، وكلها تأتي تحت بوتقة المخاوف النفسية، وهي ليست جبنا وليست ضعفا في شخصيتك، ولا تشير إلى خلل في إيمانك إن شاء الله تعالى.

الإنسان يمكن أن يخاف من أشياء بسيطة جدا، وتجده يقتحم ويواجه في مواقف كبيرة جدا. فإذا هي حالة نفسية مكتسبة، لا تخضع أبدا لقانون الخوف لابد أن يكون مما هو أفظع وأكبر، والإنسان يجب أن يكون مرتاحا في المواقف البسيطة، ودائما نحن نعطي مثالا وهو: الإنسان يمكن أن يكون مروضا للأسود لكنه يخاف من القط.

أخي: هذه المخاوف متعلمة ومكتسبة، وكل ما هو مكتسب ومتعلم حسب القوانين النفسية يمكن أن يفقد من خلال التعليم المضاد، والتعليم المضاد يأتي من خلال تحقير فكرة الخوف والقيام بما هو ضدها، يعني: كل ما يخيفك حقره، وكل ما يخيفك اقتحمه، ولا تتجنبه، لأن التجنب يولد حقيقة الكثير من الشدة في الخوف.

هناك أشياء وجدناها مفيدة جدا لعلاج أي نوع من المخاوف، ليس الخوف الاجتماعي وحده، مثلا: الصلاة مع الجماعة في المسجد تزيل الخوف، الرياضة الجماعية مثل كرة القدم مثلا مع مجموعة من الشباب، المشاركة في المناسبات الاجتماعية، وعدم التخلف من الواجب الاجتماعي، الانضمام لجمعيات ثقافية أو خيرية أو دعوية، هذا أيضا يعطي الإنسان قوة متميزة في المواجهة، الترفيه عن النفس، مثلا بالخروج مع الزملاء والأصدقاء إلى الشواطئ وخلافه.

أخي الكريم: لا بد أن تركز على هذه الجوانب العلاجية، بعد ذلك يأتي العلاج الدوائي، وبالفعل بما أن الأعراض الجسدية عندك متمركزة حول الجهاز الهضمي الـ(سبرالكس) سيكون دواء بسيطا، دواء ممتازا، وفاعلا، لكن أنا أفضل أن تبدأ بدواء داعم بسيط، وهو الـ (دوجماتيل) والذي يسمى علميا (سولبرايد) هذا دواء رائع جدا، ابدأ به، لأنه يقلل القلق ويتحكم تماما في الأعراض المتعلقة بالجهاز الهضمي.

ابدأ في تناول الدوجماتيل بجرعة خمسين مليجراما (كبسولة واحدة) يوميا، لمدة عشرة أيام، ثم ابدأ في تناول السبرالكس مباشرة بجرعة خمسة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – واستمر على السبرالكس ومعه الدوجماتيل في نفس الوقت، تكون جرعة الخمسة مليجرام من السبرالكس لمدة عشرة أيام، بعد ذلك تجعلها عشرة مليجرام يوميا، تستمر عليها لمدة شهر، ثم تجعلها عشرين مليجراما يوميا لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرام يوميا لمدة شهرين، ثم خمسة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة عشرة أيام، ثم تتوقف عن تناول السبرالكس.

أما بالنسبة للدوجماتيل: فالمدة الكلية لتناوله هي ثلاثة أشهر، كبسولة واحدة يوميا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات