تم تشخيص ما أعانيه بالصرع، فهل الصرع مرض ينتقل بالوراثة؟

0 41

السؤال

تم تشخيص إصابتي بالصرع منذ نحو 4 سنوات، وكنت آخذ جرعتين صباحا ومساء من لاميكتال 50 مجم، سبقها سنتين من أعراض انفصال عن الواقع تتكرر يوميا، ومن ثم تطورت لنوبات صرع ليلي، فأستيقظ لأجد أني قد عضيت لساني ولا أعرف السبب للأسف! ومن ثم إغماءات متكررة وأنا في الجامعة فأستيقظ ولساني معضوض ولم يحدثني من أكون معهم بأنها ربما تكون صرع، ربما خوفا على مشاعري، فكنت أظنها من أعراض الأنيميا؛ لأن مستوى الهيموجلوبين لدي 9.

الحمد لله بعد ذلك تأكد طبيبي بشكل قطعي أنها مؤكد حالة صرع، ولكن كنت أظن بعد انتهاء الأربع سنوات بدون حدوث أي نوبات كبيرة أو نوبات سرحان أني بخير وسنبدأ بتوقف العلاج ومن ثم أعود لحياتي الطبيعية، ولكن للأسف رجعت لي نوبات الانفصال عن الواقع لثواني وتتكرر يوميا بعدد مرات بسيط، ربما عشر مرات أو أقل رغم التزامي بالعلاج، فطلب الطبيب زيادة الجرعة المسائية من لاميكتال لتكون 75 مجم.

لدي ثلاثة أسئلة هامة:
1- هل عودة تلك النوبات الجزئية البسيطة التي تسبب تغيرا شعوريا من حولي وانفصالي عن الواقع لدي رغم توقفها طوال فترة الأربع سنوات السابقة هي مؤشر خطر وانتكاسة للمرض؟ هل ألوم نفسي على عدد المرات البسيطة التي نسيت الدواء معي وأنا بالخارج؟ كما أن الطبيب أخبرني أن الموعد للدواء يحسب بدقة فلا يجوز تأخير الدواء حتى ولو ربع ساعة.
2- هل هناك أمل أن تكون تلك فترة علاج أخرى وأشفى تماما؟ هل ظهور الصرع عندي في سن العشرينات كما ظهر عند أخي وابن خالتي في نفس السن هو استعداد وراثي؟ وهل هناك احتمال انتقاله لأبنائي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

نوعية النوبات الصرعية التي تحدثت عنها حيث إنها ليلية، وينتابك معها شيء من اضطراب الأنية أو التغرب عن الذات؛ غالبا تكون البؤرة الصرعية متواجدة في الفص الصدغي، والحمد لله تعالى الحالة استجابت للعلاج بصورة ممتازة، حيث إن الـ (لامكتال) دواء حقيقة جيد، لكنه ضعيف الفعالية، وغالبا هو يعطى كدواء ثاني، كدواء إضافي، لكن ما دام الحمد لله قد استجبت له بصورة جيدة فيكون هو العلاج المناسب لك، لأنه أيضا علاج حقيقة يؤدي إلى ثبات وتحسن في المزاج، فتوكلي على الله واستمري عليه كما نصحك الطبيب، وجرعة الخمسين مليجراما صباحا وخمسة وسبعين مليجراما ليلا هي جرعة صغيرة إلى متوسطة، لا زال هناك مجال لأن ترفع الجرعة.

أيتها الفاضلة الكريمة: تقريبا عشرين بالمائة من نوبات الصرع قد ترجع، وهذه حقيقة علمية معروفة، وأنت أصلا النوبات لديك كانت نوبات بسيطة الحمد لله تعالى، فلا تتأثري ولا تأسفي على أي شيء، واصلي علاجك، واصلي حياتك على النطاق المنزلي، على النطاق المهني، أحسني إدارة وقتك، وإن شاء الله تعالى تسير أمورك على أحسن ما يكون.

بالنسبة لسؤالك الأول: أبدا عودة هذه النوبات ليست مؤشرا خطرا أبدا، فهي تحدث كما ذكرت لك، على الأقل عشرين بالمائة من الناس، ولا تلومي نفسك أبدا على تأخير الدواء البسيط الذي حدث فيما مضى، هذا أمر مقدر، ولا أراه أبدا سببا في رجوعها.

الطبيب حين قال لك لا تؤخري الدواء حتى ولو لربع ساعة؛ جزاه الله خيرا، هو يريدك أن تكوني ملتزمة التزاما قاطعا، لكن نعرف أن تأخير الدواء لساعة لساعتين لا يسبب أي إشكال، لكن أعتقد أن الطبيب حريص عليك ويريدك أن تلتزمي التزاما قاطعا حتى يكون البناء الكيميائي متوازنا للدواء، وهذا إن شاء الله تعالى يجعل الآليات العلاجية أفضل كثيرا.

طبعا هنالك أمل وأمل عظيم أن تشفي شفاء تاما من هذه الحالة، ولا تتوجسي أبدا، المهم هو أن تعيشي بصورة طبيعية حتى ولو تناولت الدواء لفترة، لا بأس في ذلك. أنا أعرف من الإخوة والأخوات الذين ننصحهم بالتوقف عن الدواء مثلا بعد عدد السنوات – كما في مثل حالتك – لكن تجدهم يصرون على مواصلة العلاج؛ لأنهم يريدون أن يكونوا في حالة طمأنينة تامة، خاصة إذا كان الدواء دواء سليما والجرعات جرعات بسيطة.

بالنسبة للوراثي: طبعا لا أحد ينكر الأثر الوراثي والأثر الجيني في أمراض الصرع، لكن التأثير ضعيف جدا جدا، والنسبة ضعيفة جدا جدا، فتوكلي على الله واسألي الله تعالى أن يحفظ أبنائك، وأهم شيء ألا نجعلهم عرضة للحميات في السنوات الخمس الأولى من العمر، يعني إذا حصل أي ارتفاع حرارة الجسم يجب أن تعالج بصورة ممتازة، لأن السخونة وارتفاع الحرارة والإصابة بالحميات في السنين الأولى للعمر قد تؤثر على كهرباء الدماغ، خاصة في منطقة الفص الصدغي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات