السؤال
السلام عليكم.
حتى لا أطيل سوف أدخل في الموضوع مباشرة، أنا طالب بكلية الهندسة، وهذا أول عام لي، وقد مررت بفترة صعبة في الثانوية وضغط رهيب، لطالما حلمت بهذه الكلية والحمد لله التحقت بها، ولكن منذ أن ظهرت النتيجة وأنا حياتي صعبة ومرهقة جدا، كان عندي خطط كثيرة، وكنت محب للحياة، وكنت أحب القراءة جدا، وأحب أن أنمي نفسي، وإلى حد ما كنت قريب من الله والحمد لله، ولكن من بعد النتيجة وأنا حياتي كئيبة مملة لم أحقق أي شيء!
دخلت الجامعة وكنت أشعر بضيق وخوف شديد ورهبة، وأريد أن أرجع المنزل فورا؛ لأني أكون مغتربا، مع أني كنت متحمسا جدا لأيام الجامعة وللغربة والأيام الجديدة، وأني سوف أتطلع إلى تجارب كثيرة، وكنت متفائلا جدا، ولكن منذ دخولي الكلية وأنا مكتئب وأبكي كل يوم، و -العياذ بالله- ينتابني شعور وهو (يا ليتني لم أخلق)، بالإضافة إلى أن عندي بعض المشاكل بالسكن الجامعي، وهذا يجعلني كئيب جدا؛ لأنني أريد الاستقرار، والآن أنا غير مستقر نهائيا.
أعتذر على الإطالة، ولكنني عانيت كثيرا وبكيت كثيرا، مع أنني كنت متفائل ومحب للحياة، ولكن!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ابني العزيز: أنت شاب ما زلت في بداية حياتك، وكل موقف جديد تمر به هو بمثابة خبرة في الحياة، وليس كل شيء نتأمل أن يأتي بسهولة كما كنا نعيش في بيتنا ومع أهلنا، فأنت الآن تعاني من السكن الجامعي والبعد عن أهلك، بعد فترة سوف تستقر أمورك وتصبح أنت من يستقبل الطلبة الجدد ويخفف معاناتهم، ثم تنتهي من المرحلة الجامعية وتبدأ رحلة البحث عن عمل، بعد ذلك تبدأ مرحلة الزواج والأولاد، وهكذا كل مرحلة فيها مصاعب تقوينا وتجعلنا أكثر قدرة على التكيف مع حياتنا والأشخاص الذين نعيش معهم.
لذا، أنصحك بما يلي:
- ابحث عن أصدقاء ذوي سمعة وأخلاق حسنة في السكن الجامعي أو في الشعبة الدراسية، وسوف ترى أن ذلك يخفف عليك الكثير من المشاعر السلبية.
- تذكر أنك شاب وقادر على تحمل المسؤولية، وتذكر أن هناك "طالبات" يتغربن عن أهاليهن ويدرسن معك في نفس الكلية وربما في نفس الشعبة، وتراهن يعتمدن على أنفسهن وينظرن إلى إيجابيات الموضوع وليس إلى السلبيات فقط لأن أمامهن هدف يجب أن يحققنه.
- تواصل مع والدك ووالدتك، ولكن ليكن تواصلا لتطمئنهم عن نفسك وليس لتشغل بالهم عليك.
- حاول أن تحل مشكلاتك بنفسك، فهذا يجعلك تتكيف بسرعة. وهي عبارة عن فترة فيها بعض الضغط النفسي لكنها سوف تمر بمشيئة الله.
- أنصحك بالالتزام بأداء الصلوات في وقتها وعدم تأخيرها. وتلاوة القرآن الكريم. يقول الله -عز وجل-: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله}، أي: يزول قلقها واضطرابها، وتحضرها أفراحها ولذاتها. {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}، أي: حقيق بها وحري أن لا تطمئن لشيء سوى ذكره، فإنه لا شيء ألذ للقلوب ولا أشهى ولا أحلى من محبة خالقها، والأنس به ومعرفته، وعلى قدر معرفتها بالله ومحبتها له، يكون ذكرها له، هذا على القول بأن ذكر الله، ذكر العبد لربه، من تسبيح وتهليل وتكبير وغير ذلك.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.