خطيبي يبحث عن جمال مختلف، لذا تجاهلت وجوده.

0 13

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تقدم لي خاطب متدين، كان كل شيء على ما يرام وكلانا متقبل الآخر، وهو من النوع الذي يهتم بالعلم الشرعي، وبعيد تماما عن الملهيات، وهذا ما جعلني أنجذب إليه، وخلال الأيام الماضية صار يكرر علي أسئلة بخصوص طولي ولون بشرتي، شعرت بأنه ليس له أهمية لكي يقول هذا الكلام، من المفترض أن يتطرق له في البداية، يقول أنني بعيدة عن طوله، أي قصيرة بالنسبة له، لأنه طوله 188 سم وأنا 165 سم، لا أعلم بدأ بعكس ما توقعت يصدر منه، شعرت أنني أتحدث مع طفل وليس رجلا بعمر 33 سنة، وتطرق بأني فاتحة البشرة، لكني لا أتمتع بالجمال الكافي، تضايقت جدا من كلامه، ولكن الوضع لدي على ما يرام.

في بداية الخطبة قال أنه مرتاح معي، وأنني الشخصية التي يبحث عنها من زمن، رغم هذا كنت أعامله برسمية، وما زلت لا أتحدث معه إلا لضرورة، شعرت بأنه غير مستعد أو ليس مقتنعا، لم يجدني بالجمال الذي يريده، وقفت رسائلي معه، صرت أتجاهله، لا أريد أن أضيع أوقاتي، ومن ثم ليس هناك موافقة من طرفه علي رغم انسجامنا في بادئ الأمر، أرشدوني.

لكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جويرية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.
أولا: نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك وتسكن إليه نفسك.

لا شك -ابنتنا الكريمة- بأنك كنت مصيبة في تعاملك مع هذا الرجل بهذه الطريقة الأخيرة، وهي ألا تتحدثي معه إلا لضرورة، فإنه رجل أجنبي عنك وإن كان قد خطبك، فالخاطب قبل العقد لا يزال أجنبيا، ولكن الشرع رخص له بالنظرة عندما يريد الخطبة، فرخص له أن ينظر بالقدر الذي يدعوه إلى النكاح، فإذا حصل ذلك فلا يجوز شيء منه بعد.

فتعاملك معه إذا تعامل صحيح، وليس هناك ما يدعوك إلى القلق أو الندم أو الحزن، فأنت سالكة للطريق الصحيح، وإذا كان الله تعالى قد قدر لك أن يتم الزواج بينك وبين هذا الرجل فسيتم، وإن علم الله تعالى أن الخير في غيره فإنه سيقدر لك الخير، فكوني راضية بما يقدره الله تعالى لك، عالمة يقينا أن ما يختاره الله لك خير مما تختارينه أنت لنفسك، فالله سبحانه يقول: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.

وأما ما ذكرتيه من أوصاف هذا الرجل وأنه يطلب جمالا معينا؛ فهذا أمر راجع إليه. أنت كوني واثقة من أن الله سبحانه وتعالى سيقدر لك الخير، حسني ظنك بالله، وحسني علاقتك به سبحانه وتعالى. لازمي أداء الفرائض واجتناب المحرمات، وتقربي إلى الله تعالى بما تستطيعين من النوافل، وأكثري من دعاء الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح، وأن يقدر لك الخير، ولن يردك الله تعالى خائبة.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان.

مواد ذات صلة

الاستشارات