أشعر أن أهلي يفسدون علي ديني ويعطلونني عن تحقيق أهدافي.

0 31

السؤال

السلام عليكم.

أولا أشكركم، وجزاكم الله كل خير.
أنا أشعر أنني بمفردي ولا أحد يفكر معي، وأشعر أن أهلي يفسدون علي ديني، وفي أي لحظة يمكنهم أن يتخذوا قرارا تبعا لأهوائم يمكنه أن تضييع علي صلاتي، مثلا أختي عندما ذهبت إلى زواج صديقتها واضطررت أن أظل مستيقظا لأجلس مع جدتي، لأن والدتي ذهبت معها لأنها قالت إن صديقة أختي دعتها، ولكنني قلت لها لا تذهب لكي لا تضيع علي صلاة الفجر؛ لأنني أحتاج أن آخذ كفايتي من النوم،
وهم يتأخرون في الأفراح عندنا، ولكي تبقى مع جدتي لأنه من العيب أن تكون جدتي في المنزل عندنا
وتتركها أمي، ولكنها تركتني وأنا على يقين أن صلاة الفجر سوف تضيع علي، وأعذرها وأشفق عليها لأنها لا تعطي نفسها حقها.

وأيضا أغلبنا لا يعرف شيئا عن الدين غير أركان الإسلام والله أعلم، ولكن أهلي ينامون عن الفجر باستمرار ما عدا أمي لأنها تعتمد علي في استيقاظها، وأخي الكبير ساهم علي أيضا في تضييع صلاة العصرعندما لم يغسل يده بعدما لمس شيئا مجرثما من الشارع لأننا في ظل كورونا، ولمس الصنبور
وقفل الباب وحذرته لكنه رفض.

وهذه مشكلة أبي أيضا لأنه يسافر وحتى عندما يعود لا يعلمنا أشياء مهمة عن الدين، وعندما تطلب أمي مني شيئا من خارج المنزل أو داخله أتردد ولا أعلم ماذا أفعل، لأنني لا أستطيع أن أضع أهدافي، وليس عندي مرونة في أغلب الوقت، ويمكنها أن تضرني لطيبتها كما ضرتني سابقا لأن أخي أغلب الوقت مشغولا، ولكنه يأتي في بالي أن أحب الأعمال إلى الله بعد الصلاة بر الوالدين، ولكن هذا يمكنني حله إذا وضعت أهدافي من الليل.

وأيضا أعاني من التوتر فهو يؤثر على جهازي الهضمي، فماذا أفعل معهم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أنس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا وسهلا بني العزيز أنس.
بداية بارك الله بك وعلى التزامك بالإسلام، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يثبتك عليه.

وأذكرك أن طريق الالتزام ليس بأمر سهل، لذلك من الطبيعي أن يواجه المسلم بعض الصعوبات في طريق التزامه، وقد تكون هذه الصعوبات من داخل البيت، ولكن والحمد لله كما استشفيت من رسالتك أن ليس هناك تجاوزا كبيرا في الشرع من قبلهم، بل هناك بعض التقصير وإن شاء الله يتجاوزونه من خلال نصحك لهم باللين، والحكمة، والموعظة الحسنة، ومن خلال معاملتك الطيبة لهم، ومساعدتك ومساندتك، ومد يد العون لهم والإحسان، وبرك لهم، وصبرك عليهم، فهذه الأساليب هي من أنجح وأفضل الوسائل للدعوة إلى الله.

أنصحك بأن تتجنب المعارك والتشاجر؛ لأن فتح هذه الأبواب يؤثر على علاقتك بهم وبالتالي يؤثر على دعوتك معهم.

أوصيك من قلب نصوح بالثبات على الطاعة، وكثرة الدعاء لك ولأهلك بالهداية، وأن يقذف الله في قلوبهم الهداية، وأن تكثر من ذلك في السجود وفي والأسحار في آخر الليل وغيرها من المواطن.

أما فيما ذكرت وقلت:" عندي توتر يؤثر على هضمي" و" أخي الكبير ساهم أيضا في تضييع علي صلاة العصرعندما لم يغسل يده بعد لمس شيء مجرثم من الشارع لأننا في ظل كورونا ولمس الصنبور"، أنصحك أن لا ترهق نفسك بالتفكير؛ لأن التوتر يؤثر على الصحة النفسية والجسدية، وكثرة التفكير تؤدي إلى مشاكل في الجهاز الهضمي مثل التهاب المعدة، وعسر الهضم، واضطرابات القولون العصبي، والتغيرات في حركية الجهاز الهضمي، وأنت شاب في مقتبل العمر وأمامك مستقبل مشرق بإذنه تعالى، لذا عليك أن تحافظ على ما حباك الله من نعم ومنها الأهل والإخوة والصحة والعقل والذكاء.

أما فيما يخص قولك أن والدك مقصر في تعليمكم أمور الدين، وهنا ما عليك إلا أن تكثر من الدعاء والهداية له، ولا تنسى أن بر الوالدين شيء عظيم مهما أخطؤوا أو قصروا، وأن حقوقهما أعظم حق بعد حقوق الله -عز وجل-؛ لقوله سبحانه وتعالى:( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا)، (فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما)، ولا تنسى أن والدك يسافر ويغترب من أجل تأمين مستلزمات الأسرة.

اسع إلى تطوير قدراتك العلمية والذهنية بما هو متاح لك، وأنصحك أن ترسم لك هدفا وتسعى جاهدا لتحقيقه، وحدد تخصصك بما يتوافق مع سوق العمل، وأنصحك بقراءة الكتب التي تتحدث عن واجبات الأبناء تجاه الوالدين والعكس، والكتب الشرعية التي تتحدث عن ما يفسد الوضوء، وأيضا عن آخر المستجدات التي تتعلق بوباء كورونا، فالمعرفة والعلم ينور بصيرتنا ويحمينا من الوقوع في الأخطاء.

يقال: إذا أردت أن تضع هدفا ‎ضع هدفك عند النجوم؛ لأنك إن لم تصب الهدف تصل إلى القمر.

ما المانع يا أنس من ممارسة أي نوع من أنواع الرياضة، فهي تساعدك على إعادة النشاط والحيوية، والمحافظة على اللياقة البدنية، والوقاية من المشكلات الصحية؛ فممارسة الرياضة تساعد على زيادة إنتاج بعض المواد الكيماوية، مثل الاندورفين والسيراتون والدوبامين، وهذه المواد هي التي تعزز مناعة الجسم، وتساعد على الاسترخاء، والشعور بالسعادة، وترفع الروح المعنوية، وتخفف التوتر، بالإضافة إلى الشعور بالاستقرار العاطفي والاجتماعي، ابدأ اليوم ولا تؤجل!

فالمسلم القوي خير من المسلم الضعيف.

وفقك الله لما يحب ويرضاه يا أنس.

مواد ذات صلة

الاستشارات