أعاني من نوبات القلق والهلع، فما العلاج المناسب؟

0 20

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا إنسانة منذ طفولتي أخاف من الموت، وعلى مر السنوات (بفترة الطفولة والمراهقة) تأتيني نوبات هلع، ولكن يكون بينها وقت.

عندما أصبح عمري ١٥-١٦ سنة أصبت بالقولون العصبي نتيجة صدمة نفسية جعلتني أدخل في اكتئاب، ومع هذه الصدمة ومنذ ٢٠١٦ إلى الآن، وأنا أشعر بقلق وخوف، ولكن تحديدا في ٢٠١٩ بدأت معي نوبات الهلع المستمرة.

في البداية لم تكن تعيقني من الخروج تماما، ووقتها ذهبت إلى أخصائية نفسية وكان العلاج السلوكي جيد، شعرت بتحسن جزئي، ولكن قبل عدة أشهر بدأت أشعر بحالة غريبة، بحيث أن جسدي لا أستطيع الشعور به إلا عندما ألمسه (وكأنه أسفنج)، وأحيانا لا أشعر فيه فقط جسد يتحرك، وأحيانا يتخدر كل جسمي (تأتيني نوبة) إذا فعلت مجهودا كبيرا، أشعر بأن جسمي خفيف وأني لا أشعر به وأني سوف أسقط، فبسبب هذه الحالة اعتزلت الخروج تماما، أصبح لدي خوف كبير وغير طبيعي، أود دائما أن أكون قريبة من المنزل تحسبا للشعور هذا الذي يزداد عند الخروج.

راجعت دكتور نفسي وصرف لي (باروكستين)، واستخرت على العلاج ولكن شعرت بضيق وكره لهذا الأمر، وكأني لم أعد أريد شيء اسمه علاج، مع أني كنت أراه الحل الوحيد بعد الله سبحانه، فقام بتغيير العلاج بعدما أخبرته إلى (سيروكسات)، ولكني مترددة جدا، واستخرت الله كثيرا، ولا زلت أشعر بعدم الارتياح والضيق، ودائما يقولون قلب المؤمن دليله، لا أريد أن أضع نفسي في شيء، وإن بدا لي خير فهو شر بالأصل، فما رأيكم؟ مع العلم أني فعلت بجميع الأسباب.

اللهم اشفي جميع من يعاني، وشكرا لكم على مجهودكم الأكثر من رائع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شادن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، واستشاراتك استشارة واضحة جدا.

أنت لديك قلق المخاوف، وقلق المخاوف كثيرا ما تكون نوبات الهرع والفزع هي السبب في منشأه، وطبعا نوبات الهرع والفزع دائما تعطي الإنسان الشعور بقرب المنية، وهذا قطعا يؤدي إلى مخاوف كثيرة منها الخوف من الموت.

والإنسان يجب أن يصحح مفاهيمه بأن الموت حقيقة ثابتة، ولا مفر من الموت، قال تعالى: {قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون}، والخوف من الموت لا يجلب الموت ولا يوقف الموت، والأعمار بيد الله، و{كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام}، و{كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة}، والمسلم يفوض أمره لله تعالى، ويسأل الله حسن الخاتمة، ويعلم أن الباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا، وخير مردا، ويعيش الحياة بكل قوة وبمزاج إيجابي، ويسعى نحو عمل الصالحات ونحو النجاح دائما.

أيتها الفاضلة الكريمة: العلاج الدوائي في حالتك مهم جدا، والزيروكسات – أو الباروكستين – هو من أفضل الأدوية التي تستعمل لعلاج مثل حالتك، والدواء دواء سليم وغير إدماني وغير تعودي، وتوجد أدوية بديلة منها الـ (سبرالكس) وكذلك الـ (زولفت). هذه هي الأدوية الثلاثة التي نعتبرها الأفضل وفي قمة الفعالية، وفي قمة السلامة، وأنت لا تحتاجين لهذه الثلاثة أدوية، تحتاجين لدواء واحد منها.

ويا أيتها الفاضلة الكريمة: لا بد أن تأخذي بالأسباب، والدواء من تلك الأسباب – كما تفضلت – فما جعل الله من داء إلا جعل له دواء، فتداووا عباد الله.

الكلية الملكية البريطانية للأطباء النفسيين لها شروط معيارية لنجاح العلاج، فالعلماء يرون أن العلاج الدوائي زائد العلاج النفسي زائد العلاج الاجتماعي والعلاج الروحي؛ إذا أخذ بها الإنسان تؤدي إلى الشفاء إن شاء الله تعالى. فعليه: أنا أنصحك بذلك، أنصحك بالدواء، أنصحك بتحقير فكرة الخوف هذه، وأنصحك بممارسة الرياضة، وكذلك تطبيق تمارين استرخائية، والتمارين الاسترخائية لا بد أن يدربك عليها مختصة نفسية، وإن لم يكن ذلك ممكنا فإنه توجد برامج كثيرة جدا على اليوتيوب توضح كيفية القيام بهذه التمارين.

هذه هي نصائحي لك، وأنا أحسب أنك إن شاء الله تعالى سوف تأخذين بها، والحالة يمكن علاجها بصورة فاعلة جدا. لا أريدك أبدا أن تظلي في حالة كدر ومحاطة بالخوف والوسوسة، لا، الحياة طيبة، والحياة جميلة، وعليك أن تسعي للاستفادة من حياتك بصورة صحيحة، اجتهدي في دراستك، أحسني إدارة وقتك، كوني بارة بوالديك، احرصي على الصلاة في وقتها، ولا بد أن يكون لك ورد قرآني، وعليك بالأذكار، خاصة أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم وأذكار الاستيقاظ والأذكار الموظفة في اليوم والليلة.

هذه هي الروشتة المتكاملة التي ننصح بها في مثل حالتك، وأشكرك مرة أخرى على هذه الرسالة وعلى ثقتك في استشارات إسلام ويب، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات