أريد علاجا آمنا مع الحمل بنفس مفعول السيروكات؟

0 21

السؤال

بدأت حالتي قبل سنتين، كان عندي احتقان في الأنف ولم أستطع النوم، وتطورت الحالة لهلع وخوف شديد، استمرت ١٠ أيام، لا أستطيع النوم إلا بأبر مهدئة، وذهبت لدكتورة صرفت لي سيروكسات وأوزابين منوم عند الحاجة.

بعد أسبوع بدأ مفعول السيروكسات وانتهت حالة الخوف وعدت لطبيعتي، وعندما شعرت بالتحسن تركتها بالتدريج فعادت لي الحالة لمدة أسبوع، قلق شديد لا أستطيع النوم أبدا، وعدت للسيروكسات واستمريت عليه سنة بجرعة ٢٥، والحمدلله انتهى الخوف تماما.

الآن أنا أخطط للحمل وتركت السيروكسات بتدرج شديد منذ شهر، وانتكست حالتي، لا أستطيع النوم إلا بالمنومات، وطوال اليوم أشعر بالقلق والخوف، وفقدت متع الحياة.

سؤالي: أريد علاجا آمنا مع الحمل بنفس مفعول السيروكات؟ بالرغم من خوفي الشديد من استخدام علاج مع الحمل ولكن أشعر أني لا أستطيع ترك الأدوية مع حالتي هذه.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Ama حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في استشارات الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

في كثير من الحالات بعد أن تحدث احتقانات الأنف ونزلات البرد قد يدخل الإنسان في مزاج نفسي سلبي، يتميز بوجود قلق وتوترات ومخاوف وأحيانا اكتئابات وقتية، هذا ربما يكون ناتجا من التهاب فيروسي هو الذي سبب احتقان الأنف في بداية الأمر، ومن ثم ظهرت هذه الحالات النفسية.

والذي أراه أنه في الأصل لديك استعداد وقابلية لقلق المخاوف البسيط، وهذه ليست حالة مرضية، إنما هي ظاهرة نفسية.

كنت أتمنى أن توضحي لي الأساليب العلاجية التي لجأت إليها غير تناول الحبوب؛ لأن نوبات الهلع والفزع والخوف والتوترات هذه تتحسن كثيرا من خلال نمط الحياة الإيجابي – كما نحب أن نسميه – ونمط الحياة الإيجابي يعني:

أولا: أن تفهمي طبيعة الحالة، أنها حالة قلقية بسيطة، وحتى إن كانت الأعراض شديدة ومخيفة فإنها ليست خطيرة. هذه هي النقطة الأولى.

ثانيا: أن تمارسي أي نوع ممكن من الرياضة، رياضة المشي مناسبة جدا مع السيدات أو الاستفادة من العجلة الكهربائية داخل البيت، هذا كله مفيد، المهم أي نوع من الرياضة المناسبة؛ فأرجو أن تحرصي على ممارسة الرياضة.

ثالثا: تمارين الاسترخاء أيضا بمشتقاتها كلها – تمارين التنفس التدرجي من شهيق وزفير بقوة وبطء، وتمارين قبض العضلات وشدها ثم إطلاقها، تمارين التأمل والتدبر، وتمارين الاستغراق الذهني، تصور ما هو جميل – هذا كله علاج، فأرجو أن تحرصي على هذه التمارين وتتدربي عليها، علما بأنه توجد برامج ممتازة على اليوتيوب؛ فأرجو الاستفادة منها.

رابعا: التخلص من الفراغ الذهني والزمني مهم جدا، لأن الإنسان حين يشغل نفسه بما هو مفيد ينصرف انتباهه تماما عن نوبات الخوف هذه، فأرجو أن تحسني إدارة وقتك. التواصل الاجتماعي الإيجابي أيضا مهم. الصلاة في وقتها، الورد القرآني اليومي، الأذكار، أحسب إن شاء الله تعالى أنك حريصة على كل هذا.

ويجب أن يكون لك تأمل إيجابي دائما، أنت بخير وعلى خير، وهبك الله تعالى الحياة الزوجية الطيبة، وهبك الذرية. فهذه مناهج مهمة، القيام بالواجبات الاجتماعية، صلة الرحم، بر الوالدين، زيارة المرضى إن كان في الإمكان بالنسبة لك، مشاركة الناس في أفراحهم، الذهاب إلى الدعوات النسائية، تقديم واجبات العزاء، القراءة، الاطلاع.

هذا كله علاج وعلاج مهم جدا، فأرجو أن تحرصي على هذه المناهج.

أما بالنسبة للدواء فلا مانع منه أبدا. عقار (بروزاك) الذي يسمى علميا (فلوكستين) هو أسلم هذه الأدوية في أثناء الحمل، وإن كان الـ (زيروكسات) نفسه سليم، كما أن الـ (سبرالكس) سليم، والـ (زولفت) سليم.

خذي كبسولة واحدة من البروزاك، هو أبطأ من الزيروكسات، لكنها سوف تكون كافية من وجهة نظري، عشرين مليجراما يوميا، ولو استمريت عليه لأي مدة لا بأس في ذلك. أما بعد الولادة إن شاء الله تعالى حتى تستطيعي أن ترضعي المولود فالزيروكسات سيكون أفضل.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات