حصل موقف مهين أتضايق كلما تذكرته.. ما نصيحتكم؟

0 28

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي بأني لا أثق بنفسي أبدا، وأشعر بأني لست رجلا (معنويا)، بل أصبحت أكره نفسي وذاتي لما حصل معي، ولأنني سكت عنه، أنا طالب مغترب منذ 8 سنوات، كنت أدرس وأعمل دون اللجوء إلى طلب المساعدة من أهلي، فأوضاعهم صعبة، في سنة 2015 كان عمري 23 عاما، وكنت أعمل عامل مطبخ وتنظيف في شركة، كان صاحبها لا يؤخر فرضا، ما حدث أنه في يوم من الأيام وأنا أعمل طلب مني طلبا مهينا (أن آخذ حذاءه عند مصلح الأحذية)، وعندما رفضت تحول فجأة لشخص عنيف ووجه إلي كل الإهانات وأجبرني على ذلك.

لم أستطع المشاجرة، فقد كان أكبر من البغل، وكنا على سطح، وأتوقع لو تشاجرت لكان سقط أحدنا على الأغلب، فكرت أن أستعمل السكين، فتذكرت أهلي المساكين، وفكرت بدراستي ومستقبلي، ثم تذكرت العزيز المنتقم، وقلت في داخلي يا رب أنت المنتقم، وذهبت إلى ما أراد.

لكني لم أتصالح مع نفسي منذ ذلك اليوم، لقد درست وتخرجت وأنا أعمل وأساعد أهلي ما استطعت، لكني لم أتصالح مع نفسي، بل أحتقرها جدا، حتى أني لم أفكر بالزواج؛ لأني أشعر أنني غير صالح اجتماعيا لهذا، حتى إيماني يصبح ضعيفا أحيانا لولا معرفتي بالله ونعمه.

أقسم بالله العظيم دائما أسال نفسي: لماذا حصل هذا معي يا الله؟ هل أنا ضعيف؟ كل ما أتذكر ذلك ينتابني نوع من النوبة، أحاول أن أطمئن نفسي بفعل الخير، فمؤخرا أنشأت مجموعة انضم لها العديد من الأصدقاء، حيث نقوم بالتبرع شهريا للفقراء والمرضى، والحمد لله أكون سعيدا عندما نساعد أحدهم، لكني مقهور، ساعدوني وادعو لي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الداعي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هون عليك، الحياة مليئة بالخبرات والتجارب، والكثير تعرض لمواقف مشابهة لموقفك عن قصد أو عن غير قصد، والمشكلة عند المتعلمين أمثالك حتى وإن قبلوا العمل بمهن بسيطة، ولكنهم يكونون مطيعين لصاحب العمل إلى حد معين بعكس الأشخاص الذين لديهم سنوات طويلة في مثل تلك الأعمال وليس لديهم بدائل أو قدرات تؤهلهم لتحقيق طموحاتهم، فأنت كان ذلك العمل بالنسبة لك وسيلة فقط لتحقيق غاية، وهي الدراسة وليس طموحا تود الوصول إليه، لذا، صاحب العمل لا يفرق بين عماله بين متعلم ومثقف وبين عامل أمي فكلاهما عمال بالنسبة له، يقومون بكل ما يطلب منهم.

أنصحك يا عزيزي باتباع الإرشادات التالية للمساعدة في حل مشكلتك:

- مارس الأنشطة والهوايات التي تتقنها وتنجح بها، فالنجاح سر قوة الشخصية.

- اعتن بشكلك الخارجي وهندامك.

- غير عاداتك السلبية، واستبدلها بأخرى إيجابية.

- لا تتسرع بالكلام، فكر جيدا قبل أن تتكلم.

- ركز على الحلول، لا تجلس وتعد مشكلاتك بل فكر بطرق للتخلص منها.

- تعامل مع الناس على طبيعتك، لا تتصنع الكلمة أو الابتسامة، بل اجعل الابتسامة الحقيقية هي مفتاحك لدخول قلوب الآخرين.

- اقرأ عن الموضوعات التي تجد نفسك قليل المعرفة فيها، وتابع مجريات الأحداث العالمية والأخبار اليومية، فهذا يجعلك أكثر اطلاعا ومعرفة مما يساعدك على التواصل وطرح أفكارك وانتقاد أفكار الآخرين منا يعزز ثقتك بنفسك.

- ابدأ بالظن والتفكير الإيجابي قبل السلبي، وحاول أن تتجاهل الكلام والمواقف التي ليس لها أي تأثير مباشر عليك.

- نظم حياتك وأولوياتك (نوم كافي، غذاء صحي، علاقات سليمة، أصحاب ذوي أخلاق حسنة، مواظبة على الطاعات).

- حدد السلبيات والايجابيات في شخصيتك، وابدأ بالتخلص من السلبيات حسب الأولوية.

- ضع أهدافا في حياتك قابلة للتحقيق، واعمل على تحديد زمن لإنجازها.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مواد ذات صلة

الاستشارات