أي امرأة أكبر مني عمراً أشك أنها أمي

0 26

السؤال

السلام عليكم

حدثت معي مشكلة عندما كنت في مرحلة الابتدائية، وبالتحديد في الثالث ابتدائي، وهو الشك والشعور أن إحدى المعلمات هي أمي، وكنت أتكلم في دروس هذه المعلمة دون إرادتي، مثلا كلمة هي أمي وأحيانا لا أعلم أني أتكلم، ومن ثم تكررت معي الحالة في مرحلة المتوسط، نفس الشيء تماما، ومن ثم تكرر هذا معي عندما دخلت الجامعة، وبالتحديد أول مرحلة في الكلية.

ما لدي هو يحدث شعورا كأنما هي أمي بشكل مفاجئ، ويسبب لي هذا الشعور اضطرابا بالتفكير وأوهاما.

عندما تكلمت مع أحد الأصدقاء عن هذا الأمر بكل صراحة، قال لي: مارس العادة السرية على المعلمة للتخلص من المرض! فحاولت فعل هذا الأمر لكن لا أستطيع بسبب الشعور الهائل.

ذهبت إلى دكتور نفسي فشخصني بمرض الفصام ومن ثم ذهبت إلى دكتور نفسي آخر فقال لي: ليس لديك فصام، وإنما هو وسواس وشك قهري.

أنا لا أسمع أصواتا ولا أرى أشياء موجودة، ولا عندي اضطهاد (بنورما) ولا أي شيء، كل ما لدي هو الشعور الذي يبدأ بالشك لدي، ويسبب أوهاما لي.

أنا أعاني من هذه المشكلة منذ أن كنت طفلا، فهل يوجد حل؟

رجاء، فلقد تعبت كثيرا من هذا المرض.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سيف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي العزيز: أنت في الأغلب تعاني من اضطراب الوهام (Delusional disorder) وهو أحد أنواع البرانويا والتي هي ( تشوه إدراكي يعتري الذهن ويدفع المصاب به إلى الإفراط في التشكك على أسس غير منطقية ولا واقعية، ويعيق المصاب به عن التكيف اجتماعيا مع المحيطين به).

أما اضطراب الوهم فيعرف بأنه اضطراب عقلي لا يستطيع المصاب به التفريق بين الحقيقة والوهم، ومن أهم سماته الاقتناع الراسخ لدى المصاب بوهم غير حقيقي، ومن أمثلته اقتناع المريض بأن شخصا ما يتجسس عليه أو يلاحقه بالرغم من عدم وجود دليل على ذلك، أو اقتناعه بأنه مصاب بمرض ما بالرغم من نفي الأطباء لذلك.

للشك ثلاثة أنواع.
النوع الأول: الشك الطبيعي، وهو: الشك المستند إلى دليل يدحض الرأي الآخر.

النوع الثاني: الشك الملازم لشخصية الإنسان، ويكون: سمة من سمات الشخصية الشكاكة.

النوع الثالث: غير الطبيعي أو المرضي، وهو: الشك غير المستند إلى دليل أو إثبات، ويحتاج إلى علاج نفسي أو دوائي.

حالتك بناء على وصف حالتك أقرب إلى النوع الثالث، ومن غير المعروف تماما إلى الآن لماذا يصبح عند بعض الأشخاص اضطرابات في الشخصية أو مشاكل عقلية، من الممكن أن يكون السبب مزيجا من العوامل مثل: الجينات، التوتر والإجهاد العصبي، كيمياء الدماغ، إضافة إلى تأثيرات الطفولة فمن الممكن أن يكون منشأ (البارانويا) هو الخبرات النفسية المؤلمة التي تعرض لها الشخص في طفولته.

إذا عاش الشخص طفولة مضطربة جعلته يشعر بأن العالم مكان غير آمن، وبأن الناس غير جديرين بالثقة، فمن شأن ذلك أن يجعله يشعر بالارتياب إزاء الآخرين، وهو الشعور الذي يكبر معه متحولا إلى (بارانويا)، ليس هذا وحسب، بل أن الحرمان العاطفي الذي يشمل الحرمان من الوالدين في سن مبكرة مع عدم وجود رعاية بديلة قد يكون من العوامل السببية في إحداث البرانويا.

أما بالنسبة للعلاج، فمن خلال سرد حالتك يتضح أنك على وعي تام بحالتك، وهذا محفز قوي جدا لمساعدتك نفسك بطريقة العلاج العقلاني، وذلك بإحلال الواقع مكان الخيال، والأفكار الإيجابية مكان السلبية، والعقلانية والمتطق مكان الوهم.

لتحقيق ذلك ضع مبررات لتكون هذه أو تلك هي أمك بالفعل! ودوفكر بواقعية من خلال الحديث مع الذات بطرح تساؤلات مثل: أمي مواصفاتها كذا وكذا وهذه لا تشبهها، أمي أسمها (...) وليس (...). وبهذا النوع من الأسئلة ستصل إلى "الواقع".

النوع الآخر من العلاج هو العلاج الدوائي القائم على مضادات الذهان Antipsychotic  والتي يصفها الطبيب النفسي.

وفقك الله لكل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات