تبت بعد ارتكاب الفاحشة، فهل سيتقبل الله توبتي؟

0 34

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا عمري ١٧ سنة، ومنذ أن كان عمري ١٠ سنوات إلى ١٣ سنة وأنا واقع في خطيئة قوم لوط، ثم ندمت ندما شديدا على هذا الفعل السيىء، فتبت إلى لله -عز وجل-، فما الحكم، وهل يتقبل الله توبتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك ولدنا الحبيب في استشارات إسلام ويب.

أولا: نحمد الله تعالى الذي نجاك من هذه الفاحشة، وأعانك على تركها والإقلاع عنها، وهذه نعمة كبيرة ينبغي أن تعرف قدرها فتشكر لله تعالى عليها، ومن شكر النعم الاشتغال بالطاعات التي يحبها الله سبحانه وتعالى، فهذه الخطيئة من أكبر الجرائم وأعظم الموبقات، وقد عاقب الله تعالى أهلها بما لم يعاقب به أمة من الأمم، كما نقرأ في القرآن عن قوم لوط، وما ذاك إلا لعظيم قبحها وشناعتها.

وما مضى منك إن كان قبل البلوغ فإنك غير مؤاخذ به، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (رفع القلم عن ثلاثة) ومنهم (الصبي حتى يحتلم)، ومعنى رفع القلم يعني عدم التكليف، ومن العاشرة إلى الثالثة عشرة قد يحصل البلوغ وقد لا يحصل، قد يحصل بأن يحتلم الإنسان ويخرج منه المني، أو ينبت له شعر العانة الخشن، والمرأة تزيد بعلامة أخرى وهي الحيض.

فإذا لم تحصل علامة من هذه العلامات فلا يبلغ الإنسان حتى يبلغ خمسة عشر سنة، فأنت إذا كنت قد فعلت هذه المعصية مع حصول البلوغ فإنها محسوبة عليك، ولكن التوبة تمحوها.

والتوبة معناها: الندم على فعل الذنب، والعزم على عدم الرجوع إليه في المستقبل، مع تركه في الحال، فإذا فعل الإنسان هذا فإن الله تعالى يتوب عليه، وقد أخبر بأنه يقبل التوبة، فقال سبحانه وتعالى: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات}، وإذا تاب الإنسان وقبل الله تعالى توبته فإن هذه التوبة يمحو الله بها ما حصل من الذنب، فقد قال عليه الصلاة والسلام: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له)، وأخبر الله تعالى في كتابه عن الذين تابوا أنه يبدل سيئاتهم حسنات، فقال: {إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات}.

فنسأل الله تعالى أن يوفقك للخير، وكما علمت الآن أن من تاب تاب الله تعالى عليه، وأنه سبحانه يقبل توبته، فأحسن ظنك بالله أنه يقبل توبتك، واستغل ما بقي من عمرك ومن الأسباب المعينة لك على الاستمرار على التوبة، الابتعاد عن أهل السوء وقرناء السوء، والاستعاضة عنهم بأهل الخير والصلاح، فتكثر من مجالستهم، وتمضي أوقاتك فيما ينفعك في دين أو دنيا، وبذلك تسلم بإذن الله تعالى من مغبة الذنوب والمعاصي.

نسأل الله تعالى لك الهداية والتوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات